المحتوى الرئيسى

هل جميع الحضانات في الأردن سيئة تعليم اطفال

7daneh 1

انتشرت العديد من المواضيع الصحافية حول مدى سوء الحضانات في الأردن، والممارسات السيئة التي يقوم بها أصحاب الحضانات والانتهاكات التي توجه ضد الأطفال من قبل من يعمل في الحضانات.

والكثير من الأمهات ممن أعرفهن حق المعرفة؛ يخفن كثيراً من فكرة إرسال أبنائهن إلى الحضانات خوفاً عليهم من هذه الانتهاكات، مثل إعطائهم أدوية مهدئة للنوم وشتمهم وأخذ معظم طعامهم وغيرها.

وحتى إن فكرة الحضانات الموجودة في المحافظات الأخرى غير عمان، أو الحضانات التي توجد في مناطق عمان الشرقية؛ كلها وُضعت تحتها خطوط حمراء، وكأن الحضانات في هذه المناطق لا يمكن الاقتراب منها.

وطغت الحضانات سيئة السمعة على الحضانات الجيدة التي لا تتضمن انتهاكات بداخلها، فكما يقال «راح الصالح بعروى الطالح» وهذه حقيقة مؤلمة نعاني منها في مجتمعنا بشكل عام، ليس فقط فيما يخص موضوع الحضانات بل في كل ما يخص حياتنا، ولكن علينا جميعاً أن نحسم أمرنا تجاه مسلمة في الحياة «ليست كل أصابعك متشابهة» فهنالك الغث والسمين، والصالح والطالح، في أي أمر في هذه الحياة.

فمشكلة التعميم لدينا موجودة بشكل واسع جداً، والحضانات كغيرها من الأمور الأخرى، فعندما نقرأ أن هناك الكثير من الحضانات التي تم إغلاقها للعديد من الأسباب كالاعتداء على الأطفال بالضرب والشتم، وعدم توفير المساحة الكافية للأطفال، وعدم تعليم أطفال الحضانة وعدم الاهتمام بتطوير سلوكهم، والكثير من الأسباب الأخرى، فكأن هذه الصورة التصقت في أذهان معظمنا عن الحضانات ورسخت صورة نمطية سيئة عنهم.

ولكن… وحسب تجربتي الشخصية، فإن الحضانة لا تقيّم حسب قيمة قسطها الشهري أو مكان وجودها، فالحضانة تقيّم حسب نظافتها، نظافة المشرفات، الطريقة التي يعامل بها الأطفال، انعكاسات الحضانة على شخصية الطفل، مدى حب الطفل للحضانة ورغبته في العودة إلى الحضانة أو رغبته في الهروب منها، مراقبة النشاطات التي تقوم بها الحضانة، تعليم أطفال الحضانة، فلا يجب أن يقتصر دور الحضانة على اللعب! والكثير من الأمور الأخرى.

ليست كل الحضانات متشابهة، فهناك السيء، وهناك الجيد، والجيد جداً والممتاز.

هناك الكثير من الحضانات في الأردن ممن يتعامل العاملون فيها مع الأطفال وكأنهم أطفالهم، وهم نظيفون ومرتبون وينقلون كل ملاحظاتهم بشكل دقيق لأولياء الأمور حتى يتكامل دورهم مع دور المنزل، يحاولون تعليم أطفال حضانتهم أفضل الأمور والأخلاق الجيدة والسلوكيات الصحيحة، كحب الغير والمشاركة والكلام الجيد وغيرها.

هناك الكثير من الحضانات التي تحاول جاهدة عمل كل شيء على أكمل وجه، حتى يتمسك بها الطفل ويحبها ويطلب من والديه الذهاب إليها دائماً، والكثير من الأطفال الذين أعرفهم وعلى الرغم من أنهم كبروا في السن وأصبحوا في المرحلة الابتدائية والإعدادية، إلا أنهم إلى الآن يحبون الذهاب إلى الحضانة التي كانوا يذهبون إليها في صغرهم لزيارتها، ويتمسك الأهل بهذه الحضانات وتصبح حضانة أطفالهم الوحيدة التي يثقون فيها.

موضوع الحضانات ليس سهلاً، خاصة أن الفئة التي تدخل الحضانة ليست فئة بارعة في التحدث عن نفسها ولا التعبير بشكل دقيق عما يحدث معها، وهنا تكمن خطورة هذا العمل، وأغلب الناس يتشجعون في إرسال أبنائهم إلى حضانة سمعتها جيدة، جرّبها شخص ثقة قبلهم ولا يخاطرون في تجربة حضانة دون البحث عن معلومات دقيقة عنها.

ولكن وفي كل الأحوال؛ علينا ألّا نظلم كل الحضانات، فهناك حضانات تستحق الاحترام، والعاملين فيها يحبون الأطفال ويبذلون كل ما في وسعهم من أجل سلامة الأطفال وتعليمهم وقضاء وقت ممتع ومفيد معهم.

 

 



لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : الاسره والصحة

المصدر : ßÓÑÉ

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا