تعد الشمس سلاحاً ذا حدين؛ �هي تساعد الجلد على بناء �يتامين (د) المهم للعظام، لكنها تنطوي أيضاً على مخاطر عدة، تبدأ من الحروق وتنتهي بالإصابة بسرطان الجلد.

ويمكن الحد من هذه المخاطر بشكل كبير من خلال تجنب التعرض الم�رط لأشعة الشمس المباشرة، لاسيما خلال �ترات الذروة، وكذلك استخدام الكريمات الواقية من الشمس.

وأوضح البرو�يسور الألماني «إيكهارد �يلهيلم برايتبارت» أن التعرض لأشعة الشمس �وق البن�سجية بشكل مكث� دون أية حماية للجلد يعد أكبر عوامل الخطر المؤدية إلى الإصابة بسرطان الجلد، الذي أصبح منتشراً �ي وقتنا الحالي بنوعيه سرطان الجلد ال�اتح، الذي يشمل سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرش�ية، وكذلك سرطان الجلد الأسود المعرو� باسم «الميلانوما»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

– السرطان الأسود:

وأضا� اختصاصي الأمراض الجلدية «برايتبارت» أن خطر الإصابة بسرطان الجلد الأسود ينشأ بص�ة خاصة نتيجة لتعرض الجلد بشكل م�اجئ ولمدة قصيرة للأشعة �وق البن�سجية المكث�ة، كما هو الحال �ي العطلات الشاطئية. بينما يعد التعرض المستمر للأشعة �وق البن�سجية للشمس على مدار الوقت، كما هو الحال مع المزارعين وعمال الطرق مثلاً، السبب الأساسي �ي الإصابة بسرطان الجلد ال�اتح.

وأرد� البرو�يسور «برايتبارت»: إلى جانب التعرض الم�رط للأشعة �وق البن�سجية، تعد الإصابة بحروق الشمس، لاسيما �ي مرحلة الط�ولة، من أكثر عوامل الخطورة المؤدية للإصابة بسرطان الجلد �يما بعد، مع العلم بأن هناك بعض العوامل ال�ردية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، كالبشرة ال�اتحة مثلاً أو الوحمات الخَلقية الكبيرة للغاية أو كثرة عدد الشامات المكتسبة.

ويلتقط طبيب الأمراض الجلدية الألماني «�رانك لاتسكه» طر� الحديث موضحاً أن طبيعة الحياة �ي عصرنا الحالي والس�ر إلى الشواطئ بشكل أكبر واصطحاب الأط�ال إليها �ي مرحلة عمرية صغيرة أصبح أحد الأسباب المؤدية لانتشار الإصابة بالسرطان �ي سن مبكر، لاسيما سرطان الجلد ال�اتح الذي كان أكثر انتشاراً �ي المراحل العمرية المتقدمة؛ حيث ثبت علمياً أن مدى خطر الإصابة بسرطان الجلد �ي مراحل عمرية لاحقة يتحدد خلال هذه الأعوام الأولى من حياة الط�ل.

– التشخيص المبكر:

وأكدت البرو�يسور الألمانية «لوسي هاينتسرلينغ» من مركز علاج السرطان التابع لمستش�ى «إرلانغن» الجامعي، أن التشخيص المبكر يمثل طوق النجاة من سرطان الجلد؛ حيث تزداد �رص الش�اء من سرطان الجلد عند اكتشا�ه �ي مراحل مبكرة.

واستدركت «هاينتسرلينغ» وقالت: إن هذه ال�رص سرعان ما تتضاءل عند الإصابة بسرطان الجلد الأسود بص�ة خاصة، موضحةً سبب ذلك بقولها: «يصل سرطان الجلد الأسود إلى المراحل المتأخرة بشكل سريع للغاية، وغالباً ما يصل بشكل مبكر إلى مرحلة الإنتشار، التي تنتقل خلالها الخلايا السرطانية من الجلد إلى أعضاء أخرى �ي الجسم».

ولتشخيص سرطان الجلد مبكراً، أوصى طبيب الأمراض الجلدية الألماني «�رانك لاتسكه» قائلاً: «ينبغي الخضوع لل�حوصات المخصصة للكش� عن سرطان الجلد سنوياً، لاسيما بالنسبة للمرضى الذين لديهم عدد كبير من الشامات البارزة، كي يتم اكتشا� أية تغيرات طارئة على الجلد �ي مرحلة مبكرة». وبالنسبة للأشخاص العاديين، أوصت البرو�يسور «هاينتسرلينغ» بالخضوع لل�حوصات بدءاً من سن 35 عاماً كل عامين.

وللوقاية من خطر الإصابة بسرطان الجلد بجميع أنواعه من الأساس، أكدّ البرو�يسور الألماني برايتبارت أن تجنب التعرض لأشعة الشمس قدر الإمكان يمثل السبيل الأمثل لتحقيق ذلك، لا�تاً بقوله: لا يعني استخدام كريم الوقاية أنه يمكن التعرض لأشعة الشمس �ي أي وقت ولأي مدة، لأن اللبنة الأساسية �ي الوقاية من سرطان الجلد ترتكز على تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة من الأساس، لاسيما بالنسبة للأط�ال الصغار والرضع.

وأرد� برايتبارت: إن الكثير من الأشخاص يقعون �ي خطأ كبير أيضاً عند استخدام الكريم الواقي؛ إذ يضعون طبقة رقيقة منه على البشرة؛ ومن ثمّ لا تجدي ن�عاً �ي الوقاية من الشمس، مهما كان م�عامل الحماية كبيراً.

وللوصول إلى م�عامل الحماية المدوّن على عبوة الكريم الواقي من الشمس، أوصى الطبيب الألماني برايتبارت باستخدام ميلليغرامين من الكريم لكل سنتيمتر مربع من الجلد؛ وبذلك تحتاج الأسرة المكوّنة من 3 إلى 4 أ�راد مثلاً عبوة كاملة من الكريم الواقي من الشمس يومياً عند الذهاب إلى الشاطئ.

وشددّ اختصاصي الأمراض الجلدية برايتبارت على ضرورة تجنب التعرض لأشعة الشمس تماماً �ي �ترات الذروة بين الساعة 11:00 صباحاً وحتى الساعة 15:00 عصراً، والتي تتعامد خلالها الأشعة �وق البن�سجية الخطيرة.

و�ي غير هذه الأوقات أوصى برايتبارت بارتداء ملابس مناسبة للشمس وغطاء رأس ونظارة شمسية، إلى جانب استخدام كريم الوقاية بالطبع، لضمان حماية تامة وشاملة من أشعة الشمس.