المحتوى الرئيسى

عقلة الاصبع ورحلته العجيبة يلا تنام

كان يا ما كان في قديم الزمان في سالف العصر والأوان لحتى كان.

كان هناك زوجان يعيشان وحدهما في منزل في الغابة، وفي يوم من الأيام كانا يجلسان مع بعضهما بعضاً، فقال الزوج فجأة لزوجته: “يا زوجتي، أتمنى أن يكون لنا ابن يسلينا في هذه الحياة، ويكون سنداً لنا في كبرنا”، فقالت الزوجة: “يا ليت الله يرزقنا طفلاً واحداً فقط، سأكون سعيدة جداً حتى لو كان بحجم عقلة الأصبع، سأحبه حباً كبيراً وأهتم به إلى أن أموت”.

حملت الأم بعد فترة وولدت طفلاً صغيراً جداً بطريقة مدهشة، أطلقا عليه اسم توماس عقلة الأصبع، لأن حجمه صغير جداً، وكان عقلة الأصبع ذكياً جداً وفطناً منذ صغره.

وفي يوم من الأيام كان والد عقلة الاصبع يريد أن يذهب إلى عمله في الغابة، وكان على عجلة من أمره، فقال: “يا ليت هناك من يساعدني في جرّ العربة، فأنا في عجلة من أمري”، فقال له عقلة الأصبع: “اذهب يا أبي أنا سأحضر لك العربة في الوقت الذي تريد”، فضحك الأب وقال: “كيف ستفعل هذا يا بني؟”، قال له عقلة الأصبع: “ببساطة سأدع أمي تضع اللجام على الحصان، وترفعني إلى أذن الحصان وأجلس هناك وأنا سأدل الحصان على الطريق”، فقال له والده: “حسناً سنجرّب فقط هذه المرة ونرى”.

عقلة الاصبع ورحلته العجيبة

المصدر: Private Collection Look and Learn Bridgeman Images

ذهب الوالد إلى عمله في الغابة، وعندما جهّزت الأم الحصان، قامت بوضع اللجام عليه ورفع عقلة الاصبع في أذنه، وبدأ عقلة الاصبع يعطي الأوامر للحصان للتحرك، ودله على الطريق إلى الغابة حيث يوجد والده، وفي الطريق شاهد رجلان الحصان يجري وحده ولم يشاهدا أي أحد، على الرغم من أنهما سمعا صوت أحد يتحدث إلى الحصان.

قرّر الرجلان اللحاق بالحصان حتى يعرفا السر الذي وراءه، وعندما وصل عقلة الاصبع إلى والده، نادى على أبيه وقال له: “أبي أنزلني من فضلك من أذن الحصان”، وقام والده بإنزاله، وسر كثيراً لأنه يستطيع الاعتماد على ابنه في هذه المهمة، وكان الرجلان يراقبانهما، ودهشا جداً من رؤية الطفل الصغير الذي بحجم عقلة الأصبع، وقال أحدهما للآخر: “لو قمنا بشرائه سنقوم بالكثير من الجولات وسنكسب الكثير من الأموال، دعنا نتقدم للرجل ونشتري الطفل منه فهو رجل فقير المنظر”.

اقترب الرجلان من الوالد وعقلة الأصبع، وقال أحدهما للأب: “نريد أن نشتري هذا الطفل الصغير وسندفع لك مبلغاً كبيراً”، فقال الأب لهما: “هذا مستحيل، لا أبيع ابني بكل أموال الدنيا”، فهمس له عقلة الأصبع: “أبي بعني لهما وسأجد طريقة للعودة”، وافق الوالد على بيع ابنه، ودفع له الرجلان قطعة ذهب كبيرة، وقال عقلة الأصبع لأحدهما: “أجلسني على قبعتك فأنا أحب مشاهدة الطريق، لأستمتع بالمشاهد الطبيعية”، بالطبع وافق الرجل ووضع الطفل الصغير على قبعته وسار هو وصديقه، وابتعدا رويداً رويداً عن والد عقلة الأصبع .

وعند مغيب الشمس، تعب الرجلان من المشي، فجلسا من أجل أخذ وقت من الراحة، فقال عقلة الأصبع للرجل الذي يضعه على قبعته: “من فضلك أنزلني، فأنا تعبت، أريد أن أرتاح قليلاً مثلكما”، فأنزل الرجل عقلة الأصبع، وعندما نام الرجلان دخل عقلة الاصبع إلى حجر فأر، واختبأ داخله، وعندما استيقظ الرجلان ندياه، فقال لهما: “أنا هنا ولكن لن أخرج فلا تحاولا العثور علي”.

بحث الرجلان جيداً ولم يعثرا عليه، فيأسا من ذلك وذهبا وحدهما، وعندها خرج من حجر الفأر، وقال لنفسه: “كيف سأعود إلى المنزل الآن، فأنا في خطر، لكنه وجد بيت حلزون فارغ فركش إليه وجلس فيه لحماية نفسه، وسمع رجلان يمشيان مع بعضها ويتحدثان عن خطة من أجل سرقة بيت أحد الأشخاص، ولكن لا يعرفان كيف يمكنهما الدخول إلى المنزل الذي يريدان سرقته.

عقلة الاصبع ورحلته العجيبة

المصدر: Private Collection Look and Learn Bridgeman Images

نادى عليهما عقلة الأصبع وقال لهما: “أنا أستطيع مساعدتكما، فالتفتا فلم يجدا الشخص المتكلم، فقال لهما: “انظرا هنا في الأسفل”، فنظرا إلى الأرض ووجدا عقلة الأصبع، قال لهما: “أستطيع الدخول إلى المنزل وأناولكما أي شيء تريدانه”، فوافقا بالطبع على ما يقوله، فهو صغير الحجم وفي استطاعته فعل أي شيء، ورافقهما إلى المنزل الذي يريدان سرقته، ودخل عقلة الأصبع إليه مسرعاً.

وعندها نادى على السارقين وقال لهما بصوت مرتفع: “هل تريدان أن أناولكما كل شيء؟”، فخاف السارقان من صوت عقلة الأصبع المرتفع وقالا له بصوت منخفض: “اخفض صوتك حتى لا توقظ أصحاب المنزل”، ولكنه قام بالتحدث إليهم بصوت مرتفع متعمداً حتى يهربا، وفعلاً عاود التحدث إليهما بصوت مرتفع وقال: “لا أسمعكما جيداً ما الذي تريدان سرقته تحديداً؟”، فاستيقظ أصحاب المنزل وهرب الرجلان.

عندها أسرع عقلة الأصبع إلى الإسطبل وقرر الاستراحة إلى أن تطلع الشمس، وعندها سيكمل طريقه إلى المنزل، ولكن في الصباح قامت الخادمة قبل أن يستيقظ عقلة الأصبع بوضع كومة قش أمام البقرة من أجل إطعامها، ولم تنتبه لعقلة الأصبع، وقامت البقرة بأكل القش وأكلت عقلة الأصبع، وعندما استيقظ وجد نفسه في معدة البقرة وبقي يحاول عدم الانزلاق إلى الأمعاء.

عقلة الاصبع ورحلته العجيبة

المصدر: Private Collection Look and Learn Bridgeman Images

وأصبح يتحدث بصوت عال، أنقذوني النجدة، أنقذوني، فسمعت صاحبة المنزل الصوت ينبعث من البقرة وخافت كثيراً ونادت زوجها، وبقي الصوت ينبعث من البقرة فاعتقدا أنها مسحورة، لذلك طلب الرجل من زوجته أن تجلب له سكيناً، وقام بذبح البقرة ورميها، ولحسن حظ عقلة الأصبع لم يصب بأذى، ولكن حظه تعثر مجدداً، فلقد أتى ذئب وأكل اللحم، وبذلك انتقل عقلة الأصبع إلى بطن الذئب، فكر عندها ماذا يفعل، وقرر أن يتحدث إلى الذئب ويغريه.

قال عقلة الاصبع له: “سأدلك على طريق  مليء بالأكل ستجد هناك كل ما تشتهي من لحوم”، وفعلاً وافق الذئب على الذهاب في الطريق التي دله عليها عقلة الأصبع، ولقد كان عنوان منزله، وذهب الذئب هناك ودخل من خلال أنبوب للماء كما قال له عقلة الأصبع، وأكل الذئب حتى شبع، وعندما حاول الخروج لم يستطع، لأن حجمه أصبح أكبر، عندها بدأ عقلة الأصبع ينادي بصوت عالٍ على أمه وأبيه، وسمع الوالد صوت ابنه واتجه نحوه.

وعندها رأى الوالد الذئب، وعرف أن ابنه موجود داخل بطن الذئب، ولكي لا يؤذي ابنه قام بضرب الذئب على رأسه بشدة فمات الذئب وقام الوالدان بتقطيع الذئب برفق، وأخرجا ابنهما، وقاما بتحميمه وإلباسه ملابس جديدة بدل تلك المتسخة، وقص على والديه كل الأحداث الغريبة التي حدثت معه منذ أن باعه والده إلى أن عاد إليهما، ووعد الأب عقلة الأصبع بعدم بيعه مجدداً حتى لو طلب منه هو ذلك، فلقد خاف عليه هو ووالدته كثيراً، وعاشت العائلة بعدها في سعادة وهناء.

القيم المستفادة من قصة عقلة الأصبع ورحلته العجيبة

– لا يهم حجم الإنسان، المهم هو فطنته وذكاؤه.

– مهما اعتقدنا أنه ليس هناك حل لمشكلتنا، دائماً سنجد حلاً لها.

– مهما كنا أذكياء فهناك من هو أذكى منا.



لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : الاسره والصحة

المصدر : ßÓÑÉ

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا