يحترف «ديفيد ريس»  شحذ أقلام الرصاص كمهنة إلى جوار عمله كرسام كاريكاتير وكاتب ساخر. ويتقاضى من زبائنه 15 دولاراً مقابل شحذ كل قلم رصاص لدرجة الكمال بإستخدام مجموعة متنوعة من الأدوات كسكاكين الجيب وورق الزجاج الذي يستخدم في الصنفرة.

والآن أنت حتمًا تتساءل، هل هذه مزحة؟ لقد تلقى رجل الأعمال البالغ من العمر 39 عامًا هذا السؤال كثيرًا، ولتوضيح الأمر، قام بتخصيص قسم على موقعه الالكتروني ليوضح من خلاله أن خدمة شحذ الأقلام الرصاص هي خدمة حقيقية، فاذا قررت بدء العمل في مجال شحذ أقلام الرصاص فعليك أن تتوقع هذا السؤال كثيرًا. الإجابة باختصار: لا، هذه ليست مزحة! فأنت تدفع المال لـ«ديفيد ريس» وهو يقوم بشحذ أقلامك الرصاص. هذا ما يحدث في الواقع. يمكنك أن تقوم بتزويد «ديفيد ريس» بالقلم الرصاص الخاص بك أو يمكن أن يقوم «ديفيد ريس» بشحذ أحد أقلام الرصاص المفضلة لديه –وهي أقلام الرصاص #2- ثم يشحنه اليك في علبة عرض خاصة تحتوي على كيس منفصل به الأجزاء المشحوذة وشهادة بأن هذا القلم الرصاص حاد لدرجة الخطر. للحصول على النتائج المرجوة، يقوم «ديفيد ريس» باستخدام جميع أنواع الأدوات بما في ذلك أوراق الصنفرة، وسكاكين الجيب، بل ويستخدم آلة  خاصة للشحذ يبلغ ثمنها 450 دولار. ويقول «ديفيد ريس» أن طبيعة إستخدام الزيون للقلم الرصاص هو ما يحدد الأسلوب الأنسب لشحذه. فالبعض يشتريها كرموز ملهمة، والبعض لديهم حنين للكلاسيكيات وخصوصًا أقلام الرصاص #2، كما أن هناك بعض الصحافيين الذين يفضلون الأقلام الرصاص عن الأقلام الحبرية خصوصاً في الأجواء الباردة حيث تتجمد الأقلام الحبرية. أن تدفع مبلغ 15 دولاراً لشحذ قلمك الرصاص هو أمر مكلف بعض الشيء، أليس كذلك؟ كن مطمئنًا فأنت لست الوحيد الذي يشعر بذلك.

ويقول «ديفيد ريس»  أن هذه الخدمة الفريدة من نوعها أثارت غضب الكثيرين حيث يتخذ البعض منها مثالاً على عدم المساواة في أمريكا وكيف يمكن للأغنياء دفع 15 دولار لهذا الرجل مقابل شحذ قلم رصاص. ويقول آخرون أن هذا هو السبب في دعواتهم لإلغاء نظام الرفاه الاجتماعي، لأنه إذا تحول الجميع إلى الأعمال، فسوف يقومون بتسويق أي شيء. ويعترف «ديفيد ريس» أن عمله غير اعتيادي بعض الشيء، وهو لا يتوقع أن يأخذها كل الناس بجدية، ولكن في ذات الوقت هناك مَن يقدرون خدماته، والدليل على ذلك أنه تلقى 500 طلب لشحذ أقلام رصاص منذ أن بدأ في عام 2010. وعلى الرغم من أن العمل لم يكن ناجحًا كما خطط له، إلا أن الكثير من الناس يدركون أن خدمته هذه ليست مزحة مما يثلج صدره. ويضيف  «ديفيد ريس» أنه وفقًا للتصميم الأصلي للعمل، كان يفترض أن أصبح مليونيرًا! فقد توقعت أن شحذ قلم الرصاص لشخص ما ثم يعاود شحذه مرة أخرى بعد إستخدامه وهكذا.. وعليه أكون قد حصلت على نحو 100 دولار من القلم الواحد، ولكن ليس هذا ما حدث حيث احتفظ العديد من الزبائن بالأقلام للعرض ولم يكونوا يستخدمونها وحتى قبل عام من الآن كان لدى «ديفيد ريس» خمسة عملاء فقط عادوا اليه بعد شحذ القلم الرصاص أول مرة. ويعزي «ديفيد ريس» نفسه بأنه حتى الآن لم يتلقى أي شكوى حول نوعية عمله.

وعند سؤال «ديفيد ريس» عن مصدر فكرة شحذ أقلام الرصاص، أجاب أن الفكرة زرعت في رأسه في ربيع 2010 عندما عمل في مكتب الاحصاء الامريكي، وقال أنه خلال اليوم الأول من التدريب طلب من الجميع شحذ أقلامهم الرصاص لأن النماذج المستخدمة في التعداد لا يمكن ملؤها إلا بأقلام الرصاص. وعليه قمنا جميعًا إلى سلة المهملات لشحذ أقلامنا الرصاص، وقد منحني ذلك شعورًا مريحًا، ودفعني للتفكير بكيفية تحويله إلى عمل لكسب المال، وهكذا جاءت الفكرة. قام «ديفيد ريس» بتأليف كتاب عن هذا الموضوع بعنوان “كيف تشحذ أقلام الرصاص” ويقول أنه من خلال هذا الكتاب يقدم جميع أسراره، وأنه يرحب بالمنافسة إن كان هناك أشخاص يريدون العمل في هذا المجال ويرون أنهم يستطيعون تقديم الخدمة مقابل سعر أقل. على الرغم من أن «ديفيد ريس» مستمتع بعمله وغير نادم عليه، إلا أنه لا يرى نفسه يقوم به بعد 20 عامًا من الآن!