حظيت مصر بأول حكومة منظمة (جهاز حكومي منظم) في العالم من قبل أن تتحد مصر العليا ومصر السفلى، حيث كان يحكم كل منطقة منهما ملك.

وفي عام 3100 قبل الميلاد، وبعد توحد القطر في نظام مركزي للحكم؛ قسمت مصرإداريا إلى 42 إقليما، وكان على رأس كل إقليم حاكم يديره، لكنه يتبع الفرعون ويطيعه. ( شفت منصب المحافظ ظهر امتى.. دنيا)

وكان الفرعون أعلى سلطة وله السيادة الكاملة على الشعب؛ وكانت له السيطرة الكاملة على السلطتين التنفيذية والتشريعية للحكومة، ويعاونه عدد كبير من الموظفين المدنيين المعينين، وفي اختياره لأولئك المعاونين، فإن الفرعون كان يراعي قواعد الأقدمية والتعليم. (وانا اقول الأقدمية دى جت فكرتها من فين) :)

كان كبار موظفي الحكومة، في عصر الدولة القديمة، يتقلدون مناصب عليا مثل: أعضاء بالبلاط الملكي (الحاشية الملكية)، أو مستشارين؛ أو أعضاء بالمجلس الأعلى للحكم. وكان ارتقاء مناصب الحاشية الملكية لتغطية مهام ووجبات دينية ومدنية وقضائية وعسكرية، وكان منصب المستشار هو أعلى منصب في الدولة، ولكن المستشار لم يكن عضواً في المجلس الأعلى للحكم. كان المجلس الأعلى للحكم يتكون من كبار مسئولي الدولة الذين يتولون فرض التشريعات والمراسيم (الأوامر) الملكية، وقد تولوا فيما بعد مهام قضائية. وكان الوزير رئيس القضاة.

بدأ منصب الوزير أو Taty باللغة المصرية القديمة منذ عصر سنفرو حتى القرن الرابع ق.م. وفى أزمنة معينة كان هناك وزير للشمال وآخر للجنوب، وقد جرت العادة أن يُختار الوزير من بين الكتبة المدربين على أعمال المحاكم.

كان الوزير الرئيس الأعلى للهيئة التنفيذية، ويتلقى أوامره وتعليماته من الملك، كما إنه يُعلم الملك بسير جميع الأمور أول بأول ولما كان الوزير إرادة السيد وعينى الملك وأذنيه، كان من الضروري له أن يكون أحكم الحكماء لكي يضع الملك ثقته به.

كان عمله اليومي متعدد النواحى فكان يذهب إلى حضرة الملك فى كل صباح لتقرير السياسة كما كان عليه أن يحضر المؤتمرات ويفحص التقارير ويرسل المراسلات

كانت ألقابة طويلة رنانة ومقبرته فخمة وكان شخصية بارزة فى مواكب الاحتفالات المخصصة لاظهار عظمته، فيعلق على صدره تمثالا صغيرا للربة «ماعت» ربة نظام الكون والعدل والادارة الحسنة، ومن الوزراء المشهروين «بتاح حوتب»، و«ميرا»و «رخميرع». كانت الملفات المكدسة فى مكاتب الدولة وفى قسم محفوظات المعبد، عظيمة الكمية ومتنوعة المواضيع، وتتألف من تقارير المصالح، قوائم السكان، حصيلة الضرائب، كشوف الأجور، وفرض الجزاءات التأديبية وغير ذلك.

كل هذه المواضيع المحيرة الشاقة الدالة على سعة العلم والدراية دونت على أوراق البردي أو على أوستراكا بالخط الهيراطيقىي ثم الديموطيقي بعد ذلك. ورتبت الأرقام فى خانات رأسية أو أعمدة وكتبت الملاحظات بالمداد الأحمر برموز مختصرة وعلامات لشرحه لمنع التكرار.

كانت الإدراة واسعة، ذات مجموعة منظمة من الموظقين الكهنة للإشراف على مختلف الأقسام، وكانت تسيطر على الحياة فى البلاط، وتنظم الاقتصاد كله باسم الفرعون الحاكم الأعلى . نموذج للموظفين فى الدولة هو الموظف «تي» Ti الذى عاش فى حوالى سنة 2500 ق . م وأشرف على إدارة معبدين جنائزيين لملكين من ملوك الأسرة الخامسة، ربما كان هناك أناس غيره فى الدولة القديمة نالوا ألقاباً أسمى من لقبه، ولكن شهرة «تي»سببها النحاتون الذين زخرفوا مقبرته فى سقارة

تحتوى هذه المقبرة على أروع صور للحياة فى منف القديمة، فهى تبين المزارعين وصيادي السمك ورعاة الماشية ومربي الطيور والكتبة المشغولين فى أعمالهم، كما تصور مناظر الرقص والألعاب وصيد الحيوانات والجنازات

كما احتوت المقبرة أيضا على رسومات لـ«تى» نفسه هذا الموظف الشهير وهو يتسلم التقدمات والصلوات وظهر معه فى الصور وجوه الفلاحين غير الحليقة. وقد نفذت هذه الصور الجميلة بطريقة رسمية، لتكون هذه الصور سبباً فى شهرته .