الجنيه المصري.. عملة لها تاريخ !!

(1) الجنيه مقابل الدولار

قبلما نحكي عن تاريخ الجنية المصري؛ دعونا نستعرض سعر الجنيه المصري مقابل الدولار في أزمنة مختلفة وحتى زماننا هذا الذي اختفى فيه شكله الورقي، وتحول لعملة معدنية؛ لنرى بأعيننا التطور التاريخي أو التدهور التاريخي لهذه العملة نسبة إلى عنصر سعر الصرف مقابل الدولار؛ فمثلاً:

1- سعر الجنية المصري مقابل الدولار في زمن الملك فاروق الأول وتحديداً عام 1940 كان 4 دولارات للجنيه الواحد، وفي عام 1950 كان الدولار يساوي 35 قرشاً.

2- وفي عام 1968 بعد نكسة 67 وفي حكم جمال عبد الناصر وتحديداً في عام 1968 كان الدولار مساوياً لـ40 قرشاً.

3- وفي عام 1979 تحت حكم الرئيس السادات وصل سعر الدولار إلى 60 قرشاً.

4- وفي وقت حكم حسني مبارك في الثمانينيات تغير سعر الدولار من 83 قرشاً إلى 150 قرشاً، وفي التسعينيات وصل سعر الدولار إلى 3 جنيهات للدولار الواحد، وفي عام 2000 تعدى سعر الدولار حاجز الـ5 جنيهات وتغير حتى وصل إلى 6.30 في أواخر عام 2005.

5- والآن في عام 2014 وصل سعر صرف الدولار 7.15 وأحياناً يزيد.

(2) قصة الجنيه

نعود إذن إلى حكاية الجنيه:

من الأركان التي قامت عليها الدولة الحديثة مسألة سك العملة، ومعنى السك هنا هو احتكار الدولة لحق طبع العملات المكونة من عدد أو أجزاء من الوحدة النقدية التي اختارت أن تكون عملتها الرسمية.

ولأن محمد علي باشا كان يعلم ذلك؛ فقد أصدر عام 1834 فرماناً ينص على إصدار عملة مصرية تستند إلى نظام المعدنين أي الذهب والفضة، وبعد هذا الفرمان بعامين سُك أول جنية مصري معدني بالطبع عام 1836 وتم طرحه للتداول.

في هذا الحين لم تكن للمالية وزارة أو نظارة بالمعنى المؤسسي الحقيقي؛ مما أثر على سك العملات وتداولها؛ مما أثر بدوره على تلبية احتياجات السوق من العملة الوطنية الناشئة، وعليه فقد أصدر قانوناً يحدد أسعار الصرف؛ بمعنى لو تعاملت كم ستكون قيمة الجنيه المصري أمام الذهب والفضة كذا وكذا. ولأن الفضة متقلبة في قيمتها كما نعرف، والذهب أثبت؛ فقد مالت الكفة نحو تحديد أسعار الصرف مقابل الذهب فقط؛ مما جعل الجنية الذهبي هو العملة الموحدة للبلاد حتى عام 1898، العام الذي أنشئ فيه البنك الأهلي المصري، وصار له الحق للمرة الأولى بشكل احتكاري أيضاً في إصدار العملات الورقية/ الجنية الورقي القابل للتحويل إلى ذهب أو العكس، وعمل بهذا النظام لمدة 50 عاماً، وفي عام 1914 صدر مرسوم جعل أوراق النقد المصرية أداة الإبراء القانوني والعملة الرسمية لمصر، وبذلك أوقفت عملية تحويلها إلى ذهب، وصارت العملة الرسمية لمصر، وفي عام 1930 تم استخدام العلامة المائية في إصدار العملات النقدية الورقية.

فعلاً.. الجنيه المصري: عملة لها تاريخ :-)