المحتوى الرئيسى

الشيخ إمام صوت الغلابة الذى هزم السجان

" الشيخ إمام قال كلمة حق جت الحكومة قالت له لأ وأبو النجوم على ودنه انزق فى المعتقل والدنيا نهار" هكذا غنى الشيخ إمام عيسى من كلمات رفيق دربه أحمد فؤاد نجم ليلخص بهذه الكلمات حياتهما.

فمن أجل قضيته قضى الشيخ إمام ونجم، جزء كبير من حياتيهما فى السجون من عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حتى السادات ليغنيا سويا فى سجنهما "شيد قصورك" و"اتجمعوا العشاق فى سجن القلعة".

ولد إمام محمد أحمد عيسى، فى 2 يوليو 1918 بقرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة فى أسرة فقيرة. وليزداد الأمر سوءا فقد الطفل الرضيع إمام عيسى بصره بعد عدة أشهر فقط من مولده.

وكمعظم أطفال القرى ذهب إمام عيسى إلى الكتاب مبكرا ليتعلم هناك القرآن الكريم. لكن شغف عيسى بالموسيقى بدأ مبكرا حيث كان يندس فى الأفراح ورحلات الحج ليستمع لغناء الفلاحات القروى الفطرى ليطرب بذلك كثيرا ويؤثر فيه ليجعله يوما ما ملحنا معبرا عن هؤلاء المهمشين.

لم تكن نشأة إمام عيسى الطفل الفقير فاقد البصر سهلة تماما. فإضافة إلى كل العوامل السابقة كان والده يعامله بقسوة شديده لأنه أراد له أن يصبح شيخا كبير، ولولا وجود أمه التى أعطت له ما شاء من حنان لكان الأمر صعبًا جدًا عليه.

وبدأ تمرد الشيخ إمام مبكرًا إذ كان عضوا بالجمعية الشرعية حيث حفظ القرآن على يد الشيخ عبد القادر ندا رئيس الجمعية الشرعية بأبى النمرس، وبسبب شغف الشيخ إمام الشيخ محمد رفعت وملازمته سماعه دائما على إذاعة القرآن الكريم التى كانت تعتبرها الجمعية بدعة تم طرده من الجمعية.

لم يكن طرد الشيخ إمام من الجمعية الشرعية أمرا هينا حيث تبع ذلك طرد والده له من القرية تماما عقابا على فعلته فلم يستطع دفن والدته حين وفاتها.

وبذهاب الشيخ إمام للقاهرة تعرف على كبار المقرئين والمطربين منهم الشيخ زكريا أحمد الذى لازمه كثيرا وكان يحفظ له ألحان أغانى أم كلثوم حيث كان الشيخ زكريا ملولا بينما ذاكرة الشيخ إمام قوية.

بعد ذلك تعلم الشيخ إمام العود ثم قابل أحمد فؤاد نجم ليشكلا فريقًا قويًا يتغنى بالحرية ويدافع عن الكادحين فى الوطن ويهاجم السلطة بكل جرأة ليعريها ويفضح عوراتها أمام الجميع.

كان التحول النوعى لإبداع الشيخ إمام ونجم عقب هزيمة يونيو 1967 وسرعان ما رد الثنائى بنغمة ساخرة انهزامية لمحاولة التعامل مع الصدمة التى لحقت بالشعب كله، لا سيما بهما. فقدما أغانى مثل "الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا يا محلى رجعة ظباطنا من خط النار" و"يعيش أهل بلدى وبينهم مافيش تعارف يخلى التحالف يعيش" ثم تحولا إلى نغمة أخرى مليئة بالصحوة والاعتزاز مثل "مصر يا اما يا بهية يا أم طرحة وجلابية".

ا

انتشرت أغنيات نجم وإمام انتشار النار فى الهشيم بين المصريين ليتغنى بها الجميع فى كل مصر. وفى البداية حاولت الدولة استيعابهما فسمحت بتنظيم حفلا لهما فى نقابة الصحفيين وفتحت لهما أبواب الإذاعة.. ثم سرعان ما انقلبت عليهم الدولة بعد هجومهم على أحكام البراءة التى حصل عليها المتسببون فى النكسة وبدأت الدولة فى ملاحقتهما حتى حكم عليهما بالمؤبد وظلا يتنقلان من سجن إلى آخر.

وفى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، هاجم نجم وإمام السياسات الاقتصادية آنذاك والتى سمحت بتشكيل طبقة جديدة من المنتفعين سريعى الثراء وانحازت بشكل واضح حسب ما اعتقدوا ضد عامة الشعب فغنوا

"بوتيكات".

 

و"الفول واللحمة"

 وفى زيارة الرئيس الأمريكى نيكسون لمصر قدموا له "نيكسون بابا"

وفى منتصف التسعينات آثر الشيخ إمام الذى جاوز السبعين العزلة والاعتكاف فى حجرته المتواضعة بحى الغورية ليرحل عن عالمنا فى 7 يونيو 1995 تاركًا خلفه أعمالًا فنية رائعة.

وعادت أغانى الشيخ إمام بقوة إلى الساحة عقب ثورة 25 يناير إذ أخذ شباب الثورة فى ترديد أغانى الشيخ الإمام لتبث الحماس فى نفوسهم وغنوا أغانى مثل "الجدع جدع" و "مصر يا اما يا بهية" ثم تحول الأمر لكن الشيخ إمام لازم الشباب أيضا ليبدأوا من جديد فى غناء "اتجمعوا العشق فى سجن القلعة" و"كلمتين لمصر" و"أنا رحت القلعة وشفت ياسين".

كما قامت العديد من الفرق الغنائية الجديدة بمحاولة إحياء تراث الشيخ إمام مثل فرقة اسكندريلا إضافة للمحاولات الفردية لغنائها مرة أخرى.

ومن أبرز أغانيه

سجن القلعة

شيد قصورك 

شقع بقع 

انا رحت القلعة 

كلمتين لمصر 

صباح الخير على الورد اللى فتح فى جناين مصر 

إذا الشمس غرقت 

البحر بيضحك ليه 

حلاويلا يا حلاويلا 

 



لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : المشاهير والفن

المصدر :

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا