بصفتي طبيبة أسنان، اعتدت أن يقابلني بعض مرضاي في أول زيارة علاج قائلين: "مساء الخير، أنا بكره دكاترة الأسنان"، وأرد مبتسمة قائلة: "مساء النور، ميرسي والله عالمجاملة الرقيقة دي".
قررت أن أقوم بتحليل مخاوف الناس من أطباء الأسنان بوضع نفسي مكان المريض، وذلك لإقرار تفهمنا الكامل لمخاوفكم المشروعة، ولمحاولة تفسيرها والتخفيف من حدتها، أملاً في تغيير الجملة الافتتاحية السالف ذكرها، والحصول على بعض الحب إن أمكن!
الخوف من الإبرة عموماً هو أحد المخاوف الأكثر انتشاراً بين البالغين والأطفال، وتعد إبرة التخدير البنج، من أكثر الأشياء المسببة لكره الناس لطبيب الاسنان ، حيث إنها تشكل فوبيا رقم واحد بالنسبة للمرضى.
وبعد إقراري كواحدة من أطباء الأسنان المرعبين؛ بمخاوفكم المشروعة أعزائي المرضى، اسمحوا لي أن أتفق معكم أيضاً أن شكل حقنة بنج الأسنان سخيف نوعاً ما، ولكن يجب توضيح أن شكلها المعدني الضخم هو فقط لتسهيل وصولها إلى داخل الفم ولكنها تحمل في نهايتها سناً رفيعاً للغاية مثل باقي إبر الحقن المعتادة.
وأيضاً توجد حلول لتلطيف الحَقن يلجأ إليها طبيب الاسنان مثل استخدام جل أو مخدر موضعي لجعل الإبرة أقل ألماً وأن يستخدم أسلوباً أنيقاً مع المريض بأن لا يريه الإبرة ولا يجعلها في مرمى رؤيته، وبعض أطباء الأسنان وأنا منهم يحاولون تجنب التخدير إلا في الحالات التي سوف يحدث فيها ألم شديد، لأن التخدير بالإضافة إلى الخوف؛ يسبب الخدر الذي هو سبب آخر لانزعاج المريض.
أما الأسنان فهي جزء حيوي وحساس للغاية؛ لذلك فإن احتمال حدوث ألم أثناء المعالجة هو احتمال كبير في الواقع، لذلك كانت السيطرة على الألم بالتخدير أمر مهم للغاية.
بعض الناس لا تهمهم الإبرة، ولكنهم يشعرون بخوف كبير من استخدام طبيب الاسنان لأداة الحفر -سلاح الدمار هذا- مع صوت الضوضاء الصادر عنه والاهتزاز والماء الصادرين، يطلق العنان لقلق المريض وخوفه، ولكن المنتجات الجديدة من أجهزة الحفر أهدأ وأقل اهتزازاً من الأنواع القديمة، كما أن تقنية الحفر بالليزر الحديثة تتميز بانعدام الصوت والاهتزاز، ومن الممكن أيضاً التغلب على فوبيا صوت آلة الحفر بوضع سماعات الأذن والاستماع لما تحب وكأنك جالس على الشاطئ.
طبيعة طب الأسنان تقتضي للطبيب العمل في مكان قريب من وجه المريض، وهذا بالتأكيد يُشعر بعض المرضى بتجاوز المسافة الشخصية أو الخاصة الموجودة في الحياة العامة، وبهذا الخصوص سأخبركم سراً: أطباء الأسنان لا يرون أثناء العمل حرفياً سوى أسنانك بحكم التعود، وشعارهم: افتح فمك يا عزيزي حتى أراك.
تكاليف معالجة الأسنان من أسباب كره الناس لنا في الواقع، إذ على الرغم من أن بعضهم قد يكون مقتدراً مادياً إلا أنهم يفضلون دفع أموالهم على الأشياء التي تجلب لهم المتعة والسعادة.
وهذا بالطبع شيء خاطئ، فيجب إعطاء الأولوية للاهتمام بصحة الأسنان والجسم بشكل عام، ولكن على طبيب الاسنان احترام حدود القدرة المادية لكل مريض وإعطائه كافة خيارات العلاج المتاحة، ففي بعض الحالات يكون الجيد كافياً، عندما لا تتوافر القدرة المادية على تحقيق الأفضل.
إذا كانت زيارة طبيب الاسنان تشعر المريض أصلاً بعدم الارتياح والتوتر، فإن توجيه العتاب لعدم الاهتمام بصحة الفم وتوليد الشعور بالذنب سيزيد الوضع سوءاً.
نعلم أن كل ما يحتاجه المريض هو الحلول والمشاعر الإيجابية للشعور بالأمان والثقة، فالمريض بحاجة إلى بداية جديدة بأمل ووعد بمستقبل أفضل، لذا أحاول جاهدة منع نفسي من لوم المريض، وأستبدل هذا بإرشاده بطريقة العناية المثالية بالأسنان، وأقوم بتأجيل جلسة العتاب للزيارة القادمة، عذراً لا مفر.
العديد منا مرّ بكابوس في عيادة أحد أطباء الأسنان سواء ذلك الطبيب الذي خرجت الأمور عن سيطرته، أو في مرحلة الطفولة، فالطفل يشعر ويضخم المشاعر أكثر من البالغ بعشرات المرات ويصعب السيطرة عليه.
أعلم أنه من الصعب نسيان التجارب السيئة، حاول جاهداً تناسي ذكرياتك الأليمة والبدء من جديد.
هذه النقطة تمسني شخصياً، فأنا دائماً ما أتجاذب أطراف الحديث مع مرضاي أثناء عملي داخل أفواههم وأستغرب لماذا لا يردون عليّ؟ أو أعنفهم إذا حاولوا الرد بالطبع، عذراً نحن حقاً مزعجون بعض الشيء.
ختاماً، أتمنى أن تتأكد عزيزي القارئ أن كل ما نتمناه هو مساعدتك على الاحتفاظ بابتسامة جميلة صحية من دون ألم، وأتمنى ألا أكون نسيت شيئاً من مخاوفك، أخبروني في التعليقات وأنا بدوري سأوصل شكواكم للسادة الزملاء.
1- إبرة التخدير
الخوف من الإبرة عموماً هو أحد المخاوف الأكثر انتشاراً بين البالغين والأطفال، وتعد إبرة التخدير البنج، من أكثر الأشياء المسببة لكره الناس لطبيب الاسنان ، حيث إنها تشكل فوبيا رقم واحد بالنسبة للمرضى.
وبعد إقراري كواحدة من أطباء الأسنان المرعبين؛ بمخاوفكم المشروعة أعزائي المرضى، اسمحوا لي أن أتفق معكم أيضاً أن شكل حقنة بنج الأسنان سخيف نوعاً ما، ولكن يجب توضيح أن شكلها المعدني الضخم هو فقط لتسهيل وصولها إلى داخل الفم ولكنها تحمل في نهايتها سناً رفيعاً للغاية مثل باقي إبر الحقن المعتادة.
وأيضاً توجد حلول لتلطيف الحَقن يلجأ إليها طبيب الاسنان مثل استخدام جل أو مخدر موضعي لجعل الإبرة أقل ألماً وأن يستخدم أسلوباً أنيقاً مع المريض بأن لا يريه الإبرة ولا يجعلها في مرمى رؤيته، وبعض أطباء الأسنان وأنا منهم يحاولون تجنب التخدير إلا في الحالات التي سوف يحدث فيها ألم شديد، لأن التخدير بالإضافة إلى الخوف؛ يسبب الخدر الذي هو سبب آخر لانزعاج المريض.
أما الأسنان فهي جزء حيوي وحساس للغاية؛ لذلك فإن احتمال حدوث ألم أثناء المعالجة هو احتمال كبير في الواقع، لذلك كانت السيطرة على الألم بالتخدير أمر مهم للغاية.
2- الحفر Drilling
بعض الناس لا تهمهم الإبرة، ولكنهم يشعرون بخوف كبير من استخدام طبيب الاسنان لأداة الحفر -سلاح الدمار هذا- مع صوت الضوضاء الصادر عنه والاهتزاز والماء الصادرين، يطلق العنان لقلق المريض وخوفه، ولكن المنتجات الجديدة من أجهزة الحفر أهدأ وأقل اهتزازاً من الأنواع القديمة، كما أن تقنية الحفر بالليزر الحديثة تتميز بانعدام الصوت والاهتزاز، ومن الممكن أيضاً التغلب على فوبيا صوت آلة الحفر بوضع سماعات الأذن والاستماع لما تحب وكأنك جالس على الشاطئ.
3- الخصوصية
طبيعة طب الأسنان تقتضي للطبيب العمل في مكان قريب من وجه المريض، وهذا بالتأكيد يُشعر بعض المرضى بتجاوز المسافة الشخصية أو الخاصة الموجودة في الحياة العامة، وبهذا الخصوص سأخبركم سراً: أطباء الأسنان لا يرون أثناء العمل حرفياً سوى أسنانك بحكم التعود، وشعارهم: افتح فمك يا عزيزي حتى أراك.4- التكلفة
تكاليف معالجة الأسنان من أسباب كره الناس لنا في الواقع، إذ على الرغم من أن بعضهم قد يكون مقتدراً مادياً إلا أنهم يفضلون دفع أموالهم على الأشياء التي تجلب لهم المتعة والسعادة.
وهذا بالطبع شيء خاطئ، فيجب إعطاء الأولوية للاهتمام بصحة الأسنان والجسم بشكل عام، ولكن على طبيب الاسنان احترام حدود القدرة المادية لكل مريض وإعطائه كافة خيارات العلاج المتاحة، ففي بعض الحالات يكون الجيد كافياً، عندما لا تتوافر القدرة المادية على تحقيق الأفضل.
5- الوعظ والتأنيب
إذا كانت زيارة طبيب الاسنان تشعر المريض أصلاً بعدم الارتياح والتوتر، فإن توجيه العتاب لعدم الاهتمام بصحة الفم وتوليد الشعور بالذنب سيزيد الوضع سوءاً.
نعلم أن كل ما يحتاجه المريض هو الحلول والمشاعر الإيجابية للشعور بالأمان والثقة، فالمريض بحاجة إلى بداية جديدة بأمل ووعد بمستقبل أفضل، لذا أحاول جاهدة منع نفسي من لوم المريض، وأستبدل هذا بإرشاده بطريقة العناية المثالية بالأسنان، وأقوم بتأجيل جلسة العتاب للزيارة القادمة، عذراً لا مفر.6- التجارب السيئة السابقة
العديد منا مرّ بكابوس في عيادة أحد أطباء الأسنان سواء ذلك الطبيب الذي خرجت الأمور عن سيطرته، أو في مرحلة الطفولة، فالطفل يشعر ويضخم المشاعر أكثر من البالغ بعشرات المرات ويصعب السيطرة عليه.
أعلم أنه من الصعب نسيان التجارب السيئة، حاول جاهداً تناسي ذكرياتك الأليمة والبدء من جديد.
7- طبيب الاسنان غريب الأطوار
هذه النقطة تمسني شخصياً، فأنا دائماً ما أتجاذب أطراف الحديث مع مرضاي أثناء عملي داخل أفواههم وأستغرب لماذا لا يردون عليّ؟ أو أعنفهم إذا حاولوا الرد بالطبع، عذراً نحن حقاً مزعجون بعض الشيء.
ختاماً، أتمنى أن تتأكد عزيزي القارئ أن كل ما نتمناه هو مساعدتك على الاحتفاظ بابتسامة جميلة صحية من دون ألم، وأتمنى ألا أكون نسيت شيئاً من مخاوفك، أخبروني في التعليقات وأنا بدوري سأوصل شكواكم للسادة الزملاء.
لا تنسى تقييم الموضوع
القسم : الاسره والصحة
المصدر : 
اضف تعليق