المحتوى الرئيسى

أطفال أصبحوا آباء

الطفل ذلك الكائن العجيب الذي حين تراه لابد وأن يحرك فيك شيئاً، تفرح لرؤيته، تعنفه، تزغرله، تغمز له، تتكسف من عمايله، تجري عليه، تحضنه، تدلعه، تضعف أمام بكائه، تستجيب لرغباته، تقع على ظهرك ضحكاً من حركاته وقفشاته، مشاعر ما تحسهاش إلا وأنت تتعامل مع هذه المخلوقات العجيبة.

تسأل نفسك وأنت تلاعب طفلك: "ياه أنا بقيت أب، إزاي أصبحت زوج وأب بهذه السرعة"، تلقي بظهرك على الكرسي مبتسماً، وتفكر: كده بقى في حد بيقلدني في كل حاجة ومتعلق بيا، بيناديني بابا أحياناً، وأحياناً أخرى باسمي بدون ألقاب، ويناديني عمو، زي ما بيشوف الأطفال التانية تناديني. فجأة تنتفض أمام عينيك، صورتك وأنت طفل صغير زي عمر ابنك كده، و أد إيه كنت معذب أهلك بحركاتك وأفعالك البهلوانية، وياما طلعت عنيهم، ووريتهم النجوم في عز الظهر، وقبل ما تغرق في ذكريات طفولتك المبهرة يقطع حبل أفكارك صوت: "بابا بابا"، ويخطف تلفونك ويقلب فيه عشان يطلع لعبة Subway أو يتفرج على فيديو، وتجري وراه تاخد التليفون عشان مستني مكالمه مهمة، يخليك تفتكر صحابك اللي متجوزين جديد ونفسهم يخلفوا بدري، وأنت تقولهم: "ما بلاااش”. تختلف مشاعرنا تجاه الـ اطفال ، هذا العالم المؤثر في حياتنا والممتع، تحب الأولاد أكتر ولا البنات؟! من أصعب الأسئلة اللي ممكن تجاوب عليها؛ نانسي عجرم جاوبت على السؤال، اللي ما خلفش بنات مشبعش من الحنية ولا دأش الحلويات يا بنات يا بنات يا بنات. أكيد البنات مخلوقات رقيقة، بس الأولاد كمان ليهم اهتمامات ومشاكسات مختلفة، بيهتموا بألعاب القوى والفيديو جيم والشقلبة والعجلة ودايماً يقلدك ويقلد الكبار، ممكن تدخل عليه تلاقيه ماسك ماكينة الحلاقة يحاول يقلدك. أما الرقة والدلع والحنية والاهتمام والحب والسهوكة تلاقيها في البنات، تهتم بلبسها وإكسسوارها والميك آب ونوع البرفان وهي خارجة، وتقلد ماما والبنات الكبار وتدخل المطبخ، وتدلعك وتغير عليك أكتر من مامتها، ومامتها تغير عليك منها! وكل شوية تحضنك وتهريك تبوس، وكل 3 دقايق تقولك بحبك بابا.

استمتعوا بأولادكم يا جماعة، قبل ما يكبروا، فرغ نفسك لأولادك رغم ظروفك الصعبة، العب واتنطط معاهم، شاركهم ألعابهم، أعرف أحلامهم وأفكارهم وخليهم يحققوها، أنزل معاهم البحر، أركب وياهم عجلة، استمتع وهما بيرشوك بالمية ورشهم أنت كمان، إلعب معاهم في الرمل، ما تخلهمش يخافوا منك، نام معاهم في غرفتهم، اعرف صحابهم وصاحبهم واهتم بيهم، احترمهم، كبرهم، خد رأيهم، اقرأ معاهم قصص كتير، اتفرج معاهم على فيلم كارتون، وناقشهم في الفيلم، خليهم يعزموك برا، اديهم مرة فلوس بدون سبب، تفنن في مفاجأتهم، روح لهم المدرسة، ادخلوا المطبخ لوحدكوا من غير ماما، اعملوا أكل البيت مرة لماما،  بوظوا الطبخ، صلي معاهم، ما تعنفهمش، ماتعاقبهم من غير داعي، ومفاجأت كتييير بقي.

أعزائي الآباء الجدد، أولادك هيكبروا من غير ما تاخد بالك، وصدقني هتندم، ما تخرجش مع أصحابك وتسيب أولادك، صاحب أولادك واخرج معاهم أكتر، أولادك هما مستقبلك وامتدادك.


لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : الاسره والصحة

المصدر : ßÓÑÉ

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا