كيف يحلم الكمبيوتر؟
تقدم هذه الصور الكابوسية نظرة فريدة من نوعها وفاتنة في ذات الوقت عن كيفية رؤية الحواسيب للعالم، وماذا يحدث عندما يتم ترك نظام الذكاء الاصطناعي المعقد ليعمل على سجيته.
فلمعالجة مليارات الصور التي تمر عبر موقعهم، يعمل مهندسو (Google) على تصميم أدوات مبتكرة تعرف باسم الشبكات العصبية الاصطناعية، أو الـ(ANN)، وقد تمت برمجة هذه الشبكة من خلال مجموعة لا نهائية من الصور المتماثلة بصرياً، وذلك للتعرف على الأجسام أو العناصر التي تحتويها الصور عن طريق خصائصها المميزة، فعلى سبيل المثال، يتم تلقين الـ(ANN) للتعرف على الشوكة من خلال حثه على مشاهدة ملايين الصور من الشوك، وذلك حتى يفهم البرنامج في النهاية أن الشوكة هي عبارة عن مقبض يمتلك من 2 إلى 4 أسنان في نهايته. ما قامت به (Google) مؤخراً هو تقديم رموز هذه الشبكات للجمهور، سامحة بذلك للأشخاص العاديين بتحميل الصور وتحويرها إلى نسخة مرعبة ورائعة عن الأصل.
لتفسير هذه العملية بشكل مبسط، يمكن القول بأن الشبكات العصبية الاصطناعية تتعرف على الأشكال الموجودة ضمن الصور بذات الطريقة التي يمكن للطفل من خلالها أن يتخيل شكلاً معينا للسحابة التي يراها في السماء، ولكن تعرف الشبكة العصبية الاصطناعية على هذه الأشكال يكون بطريقة مبالغ بها، فأثناء معالجة النظام للصورة، يقوم (ANN) بتحويل صورة طبيعية المظهر إلى كابوس مخيف، من خلال تعزيز أشكال الدوامات الدائرية إن وجودت بالصورة، أو تعزيز العيون التي تكون موجودة في الصورة بطريقة قد تكون مشوهة للغاية. بالغوص أكثر في تفاصيل عمل النظام، نجد أن الشبكة تتألف من 10 إلى 30 طبقة من العصبونات الاصطناعية، فعندما يتم تحميل صورة إلى الـ(ANN)، تقوم كل طبقة بالتقاط معلومات أكثر تعقيداً بشكل تدريجي من الصورة، حيث أنه كلما ارتفعت الطبقة، زادت دقة تمييز الصور وعناصرها، من الحواف إلى الأشكال الأساسية في الصورة حتى تتشكل فكرة الصورة في النهاية ككل.
أدرك عباقرة الكمبيوتر في الآونة الأخيرة أنه عندما تتم معالجة الصور باستخدام طبقات عالية الدقة، والتي تحدد الصفات بطريقة أكثر تطوراً في الصورة، تبدأ الميزات المعقدة أو حتى أشياء كاملة بالظهور، فإذا كان هناك عيب في الوجه يبدو وكأنه جزء من العين، فإن طبقات الـ(ANN) تتلاعب بها لتعزز من ظهور هذا العيب، وتعمل على زيادة إظهاره بشكل عين واضحة، وتقوم بعد ذلك بتكرار العملية حتى تظهر العين بشكل فعلي وواضح بالصورة. إن النتائج التي يظهرها هذه البرنامج سريالية للغاية، ويمكنه أن يحول بعض الصور الأكثر تميزاً في العالم إلى أشكال غريبة وجميلة ومجردة، ولكن للأسف فإن استخدام هذا البرنامج يتطلب مستوى من الخبرة تفوق المستويات التي يمتلكها معظم الأشخاص، وهنا إليكم بعض من الصور التي تم إنتاجها عن طريق “مخيلة” شبكة الذكاء الاصطناعي:
صورة تظهر لوحة للفنان فنسنت فان كوخ في شكلها الطبيعي
صورة تظهر ذات اللوحة بعد إدخالها لبرنامج شبكة الذكاء الاصطناعي وقد تحولت التلال إلى طيور عملاقة ودببة بينما أصبحت المنازل في القرية عبارة عن سيارات وشاحنات
صورة تظهر نجم الغيتار (جيمي هندريكس)
صورة لـ (جيمي هندريكس) وقد تحول إلى مزيج من العيون، والكلاب والطيور بواسطة برنامج جوجل الاصطناعي
صورة تظهر ليلة رأس السنة والألعاب النارية تضيء سماء الليل وراء ساعة بيج بن في لندن عند بداية عام 2015
صورة ساعة بيج بن بعد التحويل ويبدو أن الساعة تحولت إلى وجه فعلي في حين تحولت الألعاب النارية إلى طواويس
صورة تظهر لوحة الموناليزا للفنان ليوناردو دا فينشي وقد تم إعطاؤها بعض الإضافات بفضل شبكة الذكاء الاصطناعي
صورة تظهر تاج محل في الهند في شكله الطبيعي
صورة لتاج محل وقد تم تعديلها بواسطة شبكة الذكاء الاصطناعي ويبدو فيها أن مجموعة من الأشخاص قد حلت مكان الأشجار في حين ظهرت مجموعة من المباني وراء تاج محل
والمزيد من الكوابيس!
: هنا
القسم : علوم وتكنولوجيا
اضف تعليق