المحتوى الرئيسى

أحمد شوقي شاعر القصر الذي كره عرابي وعشقه الشعب

العديد من الشعراء مروا على تاريخ مصر، منهم من ذهب ذهاب الكرام، ومنهم من أبى أن يرحل دون أن يترك علامة فارقة في تاريخ الشعر العربي والمصري، ولا شك أن الحديث عن الشعر العربي الحديث، لا يمكن أن يسير بشكل اعتيادي دون أن يُذكر أحمد شوقي، والذي أضفى مذاقًا مستحدثًا على الشعر العربي خلال حياته.

أمير الشعراء، كما لقبه المصريون في العصر الملكي، أسهم بشكل واضح في إثراء الفترة التي عاش فيها، ووثق بشعره حقبة تاريخية مؤثرة في تاريخ مصر، جعلته حاضرًا في أذهان الجمهور حتى الآن، وعائشًا في مخيلة محبي الشعر العربي منذ عشرات السنوات. ولعل العديد من النقاط البارزة ساهمت في مدى تفوقه بشعره وتمكنه من صناعة العديد من الكلمات التي أثرت الشعر في عصره، وهذه أبرز محطات حياته: النشأة

 

وُلد أحمد شوقي في أحد الأحياء الفقيرة بالقاهرة في 16 أكتوبر 1868، ولعل العديد من النقاد والخبراء قد لا يعلمون أن شوقي من أب كردي وأم مصرية ذات أصول تركية وشركسية، أي إن نشأته لم تكن مصرية خالصة، بل أنها تميل لتكون أجنبية بشكل واضح. وساهم عمل جدته لأمه، في تعريفه بالأجواء الملكية، حيث كانت تعمل وصيفة بقصر الخديوي إسماعيل، وتكفلت بتربيته معها في القصر الملكي، وهو الأمر الذي ساعده على تقوية أوصاله بالعائلة الملكية، والتعرف عليهم عن قرب دون مشكلات تذكر في هذا الأمر، أو دون أن يجد صعوبة بالغة في سلك هذا الطريق.

الترجمة

قد لا يعي العديد من جمهور أمير الشعراء، أنه كان مترجمًا ناجحًا للغاية، حيث التحق في سن الـ15 بمدرسة الحقوق، وتحديدًا قسم الترجمة، والذي كان قد تم إنشاؤه حديثًا فيها، ليصبح بعدها واحدًا من أفضل المترجمين بين أقرانه. وعلى الرغم من تلك الموهبة، إلا أن قسم الترجمة ساعده في معرفة الطريق إلى الشعر، خاصة بعدما اكتشفه أستاذه الشيخ محمد البسيوني ورأى فيه مشروع شاعر ممتاز، الأمر الذي جعله يحاول تقديمه في العديد من المحافل الثقافية التي كانت تتبانها العائلة الملكية في مصر، وهو ما جعله قريب الصلة بشكل أكبر من القصر، وبالتالي أصبح يمتلك حلقة وصل مع كافة الطبقات من الفقراء إلى الملوك.

شوقي شاعر الملوك

 

كان شوقي يفتخر بمكانته كأحد شعراء القصر الملكي في مصر، وكان دومًا يسعى لأن يكون الشاعر المفضل للخديوي، وهو الأمر الذي كان يوقعه في العديد من الأمور غير المستحبة، حيث كان ينظر إليه البعض بعين الانتقاد، كونه شاعر في البلاط الملكي ولا يمثل معاناة الشعب المصري، أو حتى يسهم في نقلها إلى الخديوي. وعانى أمير الشعراء من مشاعر مضطربة فيما يتعلق بهذا الأمر، فعلى الرغم من تفاخره الدائم بكونه أحد أفضل الشعراء في البلاط الملكي، إلا أنه كان ينحاز بين الحين والآخر إلى الفئات المهمشة من الشارع المصري، وعمل على نقل معاناتهم إلى الملك، وهو الأمر الذي عرضه إلى النفي. المنفى

أقبل أمير الشعراء ذات مرة على إلقاء الشعر في السياسة، وهو الأمر الذي نظر إليه القصر على أنه خروج عن الإطار الموضوع حينها للشعراء الخاصين بالعائلة الملكية، وأتبع ذلك قرارًا بنفي شوقي إلى مدريد في إسبانيا وذلك بعدما اتخذت بريطانيا قرارًا بإعلان مصر محمية خاصة بها، في الوقت الذي كان شوقي فيه شديد الولاء للقصر الملكي، ما أدى إلى انتقاله إلى بريطانيا، مما دفعه دفعه إلى اتخاذ قرار بنفيه. هجاء عرابي

 

عاد شوقي من المنفى في إسبانيا، ليسن سيف شعره ضد أحمد عرابي، حيث ألف قصيدتين لهجاء الزعيم المصري، الأولى كانت بعنوان "عاد لها عرابي" عام 1901، والثانية بعنوان "عرابي وما جنى". وحاول شوقي أن ينأى بنفسه عن الأمر، خاصة وأنه كان يعي مدى تعلق الشعب بعرابي حينها، فترك القصيدة الأولى بتوقيع "النديم"، ثم تبين بعد ذلك أنه من كتبها، ثم ترك الثانية دون توقيع، وتبين أيضًا أنها من تنظيمه بعد هذا الوقت.

 

الوفاة

ظل شوقي متمتعًا بقيمة وتقدير لدى الناس، إلى أن فاجأه الموت في 14 أكتوبر 1932، لينهي مسيرة ليست بالطويلة من إثراء الشعر العربي بأجمل القصائد التي لا تزال تعرف طريقها إلى وجدان ومشاعر وأذهان جمهور الشعر العربي.



لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : المشاهير والفن

المصدر :

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا