المحتوى الرئيسى

قصة الكلمات المتقاطعه في مصر جائزتها كانت سيارة و انتشرت أثناء الحرب لإلهاء الشعب

مربع كبير الحجم مقسم إلى عدة مربعات صغيرة، وبين الأبيض والأسود تتراص المربعات بجانب بعضها البعض مكونة مربعًا كبيرًا، يمثل هذا المربع لغز الكلمات المتقاطعه الذي يميز بعض الصفحات في الجرائد والمجلات، وتعتمد اللعبه على ملئ المربعات البيضاء بحروف كلمات مرادفة أو تشير لمعنى ما يطلبه صانع اللعبة.

التصفح اليومي للجريدة ينتهي عند البعض بمحاولة حل الكلمات المتقاطعة، وتبدأ بقراءة ما يطلبه مؤلف اللعبة ثم محاولة معرفة الكلمة وكتابتها في المكان المخصص، ثم الانتقال إلى كلمة أخرى، وهكذا، وعادة ما يتكون المربع من 12 مربع رأسي و12 مربع أفقي.

ربما تجد صعوبة في معرفة بعض الكلمات، لكن تجد سهولة عندما تبدأ تكوين باقي الكلمات، لستفيد من حروف إحداها للوصول إلى كلمة أو معنى أو مكان أو اسم شخصية لم تسعفك ذاكرتك لتتذكره.

قد يتبادر إلى ذهنك عندما تجد شخصًا ممسكًا بجريدة أو مجلة ويغلب على وجهه التركيز، أنه يقرأ خبرًا هامًا، وفجأة قد تجده يوجه إليك سؤالًا ليجد حلًا لاسم مكان في لغز الكلمات المتقاطعة.

في عام 1913 صمم الصحفي البريطاني أرثر وين لعبة الكلمات المتقاطعة، وكان حينها يعمل كمصمم ألغاز لدى جريدة «نيويورك وورلد».

وبدأت القصة عندما طلب منه رئيس تحرير الجريدة اختراع لعبة جديدة تجذب القراء، وفكر «أرثر» في ألعاب الطفولة القديمة حيث كان يجمع الحروف معًا لصنع كلمات صحيحة، فاهتدى إلى لعبة الكمات المتقاطعة، لكنها لم تكن بالشكل الحالي، وأطلق علهيا في ذلك الوقت كملة fun، أي تسلية، واعتبرها العبض بالفعل مجرد تسلية ومضيعة للوقت، لكن المفاجأة أنها وجدت إقبالًا جماهيريًا.

1791

تاريخها فى مصر

بدأت الكلمات المتقاطعة في مصر بنسخ صغيرة الحجم في مجلات الأطفال مثل «بلبل»، و«السندباد»، و«كتكوت»، وكانت تحتوي على معلومات بسيطه تناسب الأطفال، حتى قررت مجلة الشبكة اللبنانية، التي كانت في وقت ما توزع عدد كبيرًا من النسخ في مصر، وضع لغز الكلمات المتقاطعة على إحدى صفحاتها ونالت إقبالًا وشهرة.

2601

«وأنا عيل كنت بحل الكلمات المتقاطعة فى مجلات الأطفال، بس العواجيز دلوقتي هم اللي هايعرفوا المجلات دى»، هكذا بدأ محمد عطية، صانع الكلمات المتقاطعة، حديثه لـ«المصري لايت».

«عطية» حاليًا موظف متقاعد، عمل طوال عمره في وزاره الثقافه، وظل طيلة حياته مصدرًا للعديد من المجلات والجرائد لمربعات الكلمات المتقاطعة، ويمارس هذه المهنة منذ أكتر من 20 عامًا، ولايزال حتى الآن.

يقول «عطية» عن بداية رحلته مع الكلمات المتقاطعة: «أنا وأخويا الكبير إبراهيم، كنا نتبارى في حل مسابقة مجلة الشبكة، وبعدين تطور الأمر بينا وبدأنا نعمل مسابقات لبعضنا لحد ما غويناها».

ويضيف: «سنة 1965 عرض إبراهيم الفكرة على رجاء النحاس، رئيس تحرير الكواكب، وقاله جربها وأنا مش هاخد منك أجر، وفعلًا النحاس عجبته الفكرة وحصل إقبال من القراء، وبعضهم أرسل حلول في بعض الجوابات، والدنيا مشيت».

استقبلت مجلة الكواكب عدد كبير جدًا من الخطابات، وهنا قرر رئيس التحرير توزيع جوائز على لمن يقوم بحل المسابقة، وكانت الجوائز عبارة عن اشتراكات أسبوعية وشهرية وسنوية.

وخلال هذه الفترة قرر الصانع الأول للكلمات المتقاطعة في مصر، إبراهيم عطية، الرحيل إلى إنجلترا تاركًا سر الكلمات المتقاطعة فى يد شقيقه الأصغر «محمد»، ليتولى من بعده مهمة صناعة الكلمات المتقاطعة.

12404472_1674561632785552_253161601_n

صناعه الكلمات المتقاطعه

«القارئ بيحلها فى خمس دقايق ويحطها في النمليه»، كانت هذه كلمات موسى صبري، رئيس تحرير «أخبار اليوم» لمحمد عطية الذي كان يصنع الكلمات المتقاطعه في الجريدة أنذاك، وكان لغز الكلمات المتقاطعة صغير الحجم وبه معلومات أقل فأراد موسى صبري حجمًا أكبر ليجعل القارئ يمسك الجريدة فترة أطول، وبناء عليه، قرر «عطية» تغيير شكل المسابقة قليلًا وفي نوعها، موضحًا أنه في ذكرى أم كلثوم درات كل الكلمات حولها وأغنياتها وأفلامها.

12434353_1674540069454375_1287191623_n

ويضيف «عطية»: «أهم شيء في الكلمات المتقاطعه المفتاح، وهو المربع الأول أعلى يمين الصفحة، يخرج منه كلمه أفقية ثم كلمة عمودية، وبعدها (يلضم) كل الحروف معًا لتصبح كل الحروف مؤدية إلى وسط المسابقة الذي يعتبر أصعب جزء، لأن المطلوب ربط كل المسابقه بحرف واحد، والحرفة تتجلى في هذه النقطة مع وضع معلومات ذات قيمه».

ويتابع: «في السبعينيات كان الترويج للأفلام عن طريق الكلمات المتقاطعة، وعرض عليّ أحد المخرجين أن أصنع له لغزًا ومن ينجح في حله يفوز بتذكرتين لعرض الفيلم، كما سبق وتعاونت مع إحدى شركات السجائر وكانت الجائزه سيارة، حتى أنني لم أصدق الشركة في البداية، لكنهم أقاموا حفلًا بالفعل وفاز أحدهم بالسيارة».

12431461_1674561966118852_1176570131_n

أغراضها السياسيه ورأي البعض فيها

ويقول «عطية»: «بعد وفاة عبدالناصر توقف نشاط كرة القدم لفترة، وبعد عودة الدوري كتب أحد الصحفيين مانشيت كبير في الأهرام يقول (عوده نشاط الكرة وباي باي للكمات المتقاطعة)، ظنًا منه أنها كانت تلهي الناس وقت انقطاع كرة القدم، لكن العكس هو ما حدث، انتشرت الكلمات المتقاطعة في هذا الوقت وبدأت كل الجرائد في وضعها على صفحاتها».

ويروي «عطية» قصة أخرى عن حرب أكتوبر قائلًا: «أثناء حرب أكتوبر استخدموا الكلمات المتقاطعة لإلهاء الناس عن السياسة، وخاف بعض الكتاب من أن تبعد الكلمات المتقاطعة الضوء عن كتباتهم، فهاجموها، كان الكاتب الصحفى “رخا” اكثر المهاجمين لها.

s10201116203333

“يا محمد يا عطيه لو الى بيمتحنوا صحافه بيحلوا كلمات متقاطعه، دول مش عارفين عواصم الدول” الكاتب الراحل احمد رجب كان من المشجعين للكلمات المتقاطعه والفنان عماد حمدى ايضا حيث قال لى مره انه يستطيع حل الكلمات المتقاطعه بخمس دقايق فكان ردى اننى اصنعها ولا استطيع حلها فى خمس دقايق

مميزات صانعها:

سرعه تكوين الجمل وقاموس كلمات والحرفه وعدم الاستهوان بعقليه الجمهورهى مميزات كاتب الكلمات المتقاطعه ،بعث لى شاب مسابقه كتبها بنفسه رددت عليه بجواب يسرد له اخطائه فقام بشتمى “قالى انت مين عشان تعدل عليه”، شاب اخر كان يعمل فى محل بطاريات حيث كنت اركن سيارتى دائما ، طلب مني ان اعلمه صناعه الكلمات المتقاطعه علمته اياها ثم قدم مسابقه صنعها بنفسه لجريده المساء وقبلته الجريده.

12421763_1674561529452229_1358151596_n

“دلوقتى بقيت متودك” يوقلها محمد عطيه عن صنع الكلمات المتقاطعه كانت تستغرق ساعتين من وقته يكتبها لاكثرمن مكان و يعمل ايضا اما الان بعد التقاعد بدات اشتكى لكنى احاول التوقف عن الشكوى اقف امام المراءه مخاطبا نفسي “يامحمد ياعطيه يما تشتكيش “.

“قلت لابنى بعد ما اموت قولي مين عملها بدالى ” باب النجار مخلع اولادى لا يحبون الكلمات المتقاطعه ولا حتى زوجتي تحبها اشعر دائما انى لم اترك حرفتى لاحد .



لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : منوعات

المصدر : ÇáãÕÑí Çáíæã

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا