المحتوى الرئيسى

أريد الطلاق قصة قصيرة يجب على المتزوجين والعشاق قراءتها

زوجي يعمل مهندساً، وأنا أحبه لطبيعته الهادئة المستقرة، وأشعر بالدفء والأمان دائماً حين أستلقي بجواره. والآن وبعد مرور عامين من الزواج، أود أن أعترف أنني تعبت، وأن أسباب محبتي له من قبل، تحولت إلى سبب كل ما لدي من الأرق. أنا امرأة عاطفية وحساسة للغاية، وعندما يتعلق الأمر بالعلاقات والمشاعر، فأنا أتوق بشدة للحظات الرومانسية، مثلما تتوق فتاة صغيرة للحلوى، أما زوجي، فهو يفتقر إلى المشاعر ومتبلد الإحساس، وعدم قدرته أو محاولته استحضار المشاعر الرومانسية لزواجنا، كرهتني في كل ما يتعلق بالحب.

قررت أخيراً أن أصارحه بقراري: أريد الطلاق

"لماذا؟!"، سأل وهو مصدوم، وكان ردي باختصار: "أنا متعبة، ولا توجد أسباب لكل شيء في العالم!"، ظل صامتاً طوال الليل، وبدا عليه أنه يفكر بعمق. بالنسبة إلي، كل ما حدث هو أن إحساسي بخيبة الأمل تضاعف، فهذا الرجل لا يمكنه حتى التعبير عما يجول بخاطره، ماذا يمكنني أن آمل منه؟! وأخيراً سألني: "ماذا يمكنني أن أفعل لتغيير رأيك؟". يقال، إنه من الصعب تغيير شخصية الفرد، وأعتقد أنني بدأت في تصديق هذا، وبدأت في فقدان إيماني بزوجي، ووجدت نفسي أنظر إلى عينيه بعمق قائلة: إليك بهذا السؤال، فإذا كنت تستطيع الإجابة وإقناع قلبي، فسوف أغير رأيي وأعدل عن فكرة الطلاق. دعنا نقول إنني أريد زهرة تقع فوق قمة جبل شديد الانحدار، وكلانا متأكد أن قطف هذه الزهرة سيتسبب حتماً في وفاتك، فهل تحضر لي هذه الزهرة وتموت؟ هل تفعل ذلك من أجلي؟! استيقظت في صباح اليوم التالي، لأجد أنه قد ذهب، تاركاً قطعة من الورق تحت كوب من الحليب على مائدة الطعام، مكتوب عليها بخط يده الطفولي: "عزيزتي، لن أحضر لك الزهرة، ولكن اسمحي لي أن أشرح لك الأسباب لاحقاً"، كان السطر الأول كفيلاً بأن يكسر قلبي بالفعل، ولكنني واصلت القراءة. "عندما تستخدمين الكمبيوتر الذي تعشقينه، دائماً ما تحدثين الفوضى في برمجياته من دون قصد، وأجدك تبكين أمام الشاشة، فلابد لي أن أحافظ على أصابعي حتى أستطيع إصلاح تلف جهازك. دائماً ما تنسين مفاتيح المنزل في الداخل، وبالتالي لابد أن أحافظ على أرجلي، للإسراع إلى المنزل وفتح الباب لك. أنتِ تعشقين السفر، ولكنك دائماً تضلين الطريق عند زيارة مدينة جديدة، فلابد لي من الحفاظ على عيوني حتى أدلك على الطريق! دائماً ما تشعرين ببعض التقلصات، كلما اقترب موعد زيارة صديقتك الحميمة كل شهر، فيجب علي الحفاظ على كفوف يدي حتى تستطيع تهدئة تقلصات بطنك. دائماً ما كنتِ ترغبين في المكوث بالمنزل، إلى درجة أنني كنت أخشى عليك من الإصابة بالتوحد، لذا يجب علي أن أحافظ على فمي لألقي عليك النكات والقصص لمداواة شعورك بالملل. كنتِ دائمة التحديق في شاشة الكمبيوتر، وهذا لم يكن أمراً جيداً لعينيك، لذا كان يتحتم علي الحفاظ على عينيّ، حتى يمكنني مساعدتك عندما يتقدم بنا العمر على تقليم أظافرك، وإزالة تلك الشعيرات البيضاء المزعجة التي ستغزو سواد شعرك. وهكذا يا عزيزتي، ما لم أكن متأكداً من أن هناك من يحبك أكثر مني، لن أتمكن من قطف تلك الزهرة، وأموت".

سقطت دموعي على الرسالة، مما أدي إلى ذوبان حبر الحروف، وعدت لاستكمال القراءة: "والآن، وبعد أن انتهيت من قراءة رسالتي، وعرفتِ إجابتي عن سؤالك، إذا حازت إجابتي على رضاك، برجاء فتح باب المنزل الأمامي، وستجدينني في الخارج وبحوزتي الخبز المفضل لك والحليب الطازج". فأسرعت بفتح الباب، ورأيت وجهه قلقاً، وممسكاً بإحكام شديد بزجاجة الحليب ولفافة الخبز، ووجدتني لأول مرة أترجم ما رأيته كأنه استقبلني قائلاً: "لن أقطف تلك الزهرة من أجلك، لأجلك! لن أقطف تلك الزهرة لأني أحبك". الآن أنا واثقة تماماً أن لا أحد سوف يحبني على الإطلاق بقدر حب زوجي لي، ولقد قررت أن أستمتع بحب زوجي على طريقته، وأن أترك الزهرة وشأنها. هذه هي الحياة، عندما يكون المرء محاطاً بالحب، الشعور بالإثارة يبدأ تدريجياً بالتلاشي، ونميل إلى تجاهل الحب الحقيقي الذي يكمن بين السلام والروتين والملل إن جاز التعبير. الحب له أشكال متعددة، حتى وإن كانت تفاصيل صغيرة أو تبدو هامشية، لا يوجد نموذج محدد أو نمط معين للحب، ومن الممكن جداً أن يظهر الحب في الشكل الأكثر رتابة ومللاً ولكنه يظل حباً. الزهور واللحظات الرومانسية شكل من أشكال التعبير عن الحب، يظهر على سطح العلاقات من حين إلى آخر، ولكن دائماً ما تقبع تحت السطح ركائز الحب الحقيقي، هذه هي الحياة. ما سبق كان ترجمة ضمنية لقصة إنجليزية أعجبتني، صادفتها على إحدى المدونات، وقررت مشاركتها معكم هنا، كدعوة للتفتيش عن الحب وسط تفاصيل الحياة اليومية، الحب يكمن في التفاصيل! هل توافقني الرأي عزيزي القارئ؟


لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : منوعات

المصدر : ßÓÑÉ

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا