المحتوى الرئيسى

التوابل 5 نباتات غيّرت وجه العالم

كثيراً ما تأسرنا القصص الساحرة التي تدور حول التوابل، وما يحيط بها من بلادٍ عجيبة وأناس غريبين. وفي الوقت نفسه يصبح من السهل التغاضي عن السياق التاريخي الخاص بهذه السلعة الثمينة، وأهمية تجارة التوابل التي تطورت حولها. ولمن قرأ كتاب مغامرات أليس فى بلاد العجائب، فلابد وأن يتذكر هذه السطور: "أتحدث بقسوة إلى ابني، وأضربه حين يعطس، لأنه يستطيع أن يستمتع بالفلفل متى شاء". وإذا كنا في أيامنا هذه نادراً ما نجد ملمحاً للتوابل في الأعمال الأدبية التي نقرأها سواءً كانت شعراً أو رواية أو غير ذلك، فإن ذلك لا يعني أن التوابل لم تدخل عالم الأدب، وكانت عاملاً مهماً لقاء الثقافات. وفي كتابه التوابل والتاريخ الكوني، يكشف لنا المؤلف فريد كزارا، الذي صدرت ترجمته العربية مؤخراً، عن مشروع كلمة للترجمة، التابع لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، العديد من الحقائق عن عالم التوابل، والروايات والأساطير المتعلقة به. تتمتع التوابل بأهمية تاريخية كبرى لأسباب عدة: فبدايةً، وعلى المقياس الكبير جمعت ثقافات متنوعة من غرب وجنوب وشرق العالم، في مواجهات قد تكون إيجابية ومتناغمة، لكنها أحياناً ضارة بل حتى كارثية. وثانياً، لقد أسس تجار التوابل لأول عصر عالمي، ولبداية العولمة الاقتصادية، حين كانت الأحداث التي تقع في إحدى مناطق العالم تؤثر إلى حد كبير على الشعوب والأحداث في قارة أخرى بعيدة. ثالثاً، لقد غيرت التوابل إلى الأبد عادات الأكل لدى الشعوب التي اكتشفت تجارب جديدة في عالم الطهي، نتيجة لتلك التجارة التي غيرت بدورها طرق إعداد الطعام وتناوله. لقد أتت التوابل ورحلاتها عبر العالم بأساطير جديدة، وقامت بتعزيز الحكايا والمفاهيم الخاطئة التي سبقتها. وقد حفزت التوابل معرفة جديدة للعالم، وهي معرفة نتج عنها تقدم شاسع في رسم الخرائط والعلوم والإبحار، والوعي الأساسي بالتقاء الثقافات. كما أنها تسببت بقيام منافسات بين الأمم، مما حسن الظروف الاقتصادية لبعض الدول والشعوب، وألحق في الوقت نفسه، ضراراً كبيراً بغيرها من الشعوب والثقافات التي واجهتها. وهناك كثير من التوابل وخلائطها، لكن هناك أهم 5 توابل، هي: القرفة، والقرنفل، والفلفل الأسود، وجوزة الطيب، والفلفل الحار، شكلت المعيار الذهبي لتجارة التوابل، فضلاً عن الثروات الذهبية وغيرها بالنسبة للبحارة والتجار الذين كانوا يعتمدون عليها في حياتهم.

أما عن لقاء الثقافات

كانت الحرارة الشديدة من الصفات الاستوائية التي جعلت الحياة صعبة لمن يسعى وراء التوابل، بالإضافة إلى عامل آخر، ألا وهو قلة المعرفة بهولاء السكان الذين يعيشون في أراضي التوابل الخصبة. ولم يكن التعايش بين الثقافات أمراً سهلاً أيام تجارة التوابل والمستوطنات التي نمت لتدعمها. ويخبرنا غايلز ميلتون في كتابه: جوزة طيب ناثانيل، بأن سجلات شركة الهند الشرقية السنوية كانت مليئة بملاحظات عن وجود الأوئبة والأمراض والموت في بانتام. وتصور لنا يوميات عالم اللغة الصينية إدموند سكوت، من القرن السابع عشر قباحة الحياة في هذه الموانئ التى اجتاحها المرض. فقد شاهد إدموند سكوت اثنين من مديريه وهما يموتان، وشاهد أيضاً إصابة كثير من البحارة بالتيفوئيد والكوليرا. كما انتشرت الملاريا في هذه الأراضي الواقعة على مضيق سوندا. مما جعل الفادحة أسوأ؛ الاضطرابات وسوء الفهم الناتجان عن الاختلاط الثقافي بين الصينين والهنود والمسيحيين والمسلمين، الذين عاشوا بالقرب من بعضهم. وعلاوة على ذلك كله، كان هناك بعض من سكان جاوا لكل هذه الفئات واحتمالهم لها فقط من أجل الربح. وفي أوقات التوتر، لم يستطع سكان جاوا التمييز بين الإنجليز والهولنديين، الأمر الذي كان يمثل تحدّياً مستمراً للتحالفات الأصلية التي اتخذت جانب إحدى القوتين. وأخيراً، كما كتب ميلتون، كانت هناك مجموعات متجولة من صائدي الرؤوس الباحثين عن منتوجات بشكل دائم. وكانت الحياة اليومية في عالم تجارة التوابل والصدامات الثقافية التي نتجت عنها مخيفة حقاى، وتحتوى على مغامرات غير متوقعة. وفي كتابه المستكشفون الذي صدر عام 2006، قام المؤرخ العالمي فيليب فيرناندز آرميستو، بتلخيص تجربة الأوروبيين في المناطق الاستوائية بالقول: "بدأت رحلتهم بالعناق، واستمرت بسوء المعاملة، وانتهت بسفك الدماء".


لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : طبخ

المصدر : ßÓÑÉ

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا