المحتوى الرئيسى

عالم الفيزياء أحمد فرج اقتصاد مصر لا يتحمل إنشاء محطة نووية

سليدر مسائي يا جماعة

وسط حالة من الجدل الواسع في المجتمع المصرى فيما يتعلق بإعلان مصر توقيع إتفاقية مع روسيا لإنشاء أول محطة نووية في منطقة الضبعة، والتي تؤكد الحكومة المصرية أنه سوف يكون الحل لمشكلة الطاقة في مصر، وكان يجب أن نتوجه إلى العلماء المصريين المتخصصين لمعرفة مدى أهمية المشروع وجدواه لمصر في المستقبل.

وكان حوارنا الأول مع الدكتور أحمد فرج علي، أستاذ فيزياء الطاقة الثقيلة بجامعة بنها، والأستاذ الزائر بجامعة فلوريدا الأمريكية ، والذي أجاب على استفساراتنا بمنتهى الوضوح والشفافية.

وكان نص الحوار

في البداية.. ما هو رأيك في دخول مصر مجال الطاقة النووية؟

أظن أن الوقت غير مناسب للبدء في مشروع عالي التكلفة مثل مشروع إنشاء محطة نووية، وقد أعلنت الحكومة أن تكلفة المشروع تصل إلى 20 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم وخصوصًا أن اقتصاد الدولة ليس في أفضل حالاته.

لكن الإدارة المصرية صرحت بأن المشروع سيسدد تكلفته من إنتاج الكهرباء؟

الجدوى الأقتصادية من المشروع غير واضحة المعالم، ففي دولة تعاني من نسب عالية في الفقر هل سيتم رفع أسعار الكهرباء لتحصيل مبالغ بهذه الضخامة في فترات قصيرة، بالإضافة إلى عدم إعلان تفاصيل حول موازنة المشروع، والعمل بسرعة شديدة دون دراسة وافية قد تكلف الدولة مبالغ لا تتحملها ميزانيتها.

فعلى سبيل المثال، تسرعت كندا في بناء أحد المفاعلات دون وجود دراسات اقتصادية وافية، وعند بدء المشروع كانت التكلفة المقدرة حوالي 7 مليارات دولار، وعند نهاية المشروع تبين أن التكلفة النهائية وصلت لحوالي 15 مليار دولار.

لكن هل السبب الأقتصادي هو الوحيد فى رأيك لرفض المشروع؟

تظل المشكلة الأكبر في إدارة الملفات في مصر، هي عدم الشفافية، فالمحطة تم توقيع الاتفاقية الخاصة بها دون إعلان أي تفاصيل، مثل كيفية التخلص من النفايات النووية، وهل سيتم التخلص منها داخل مصر أم خارجها، فعملية إعدام النفايات عملية مكلفة للغاية وشديدة الخطورة إذا لم يتم التعامل معها بالجدية المطلوبة، وكذلك تأمين المفاعل يجب أن يكون على أعلى مستوى.

الرئيس السيىسى أكد على أن المحطة تتحمل اصطدام طائرة تزن 400 طن، فما رأيك في هذا المستوى من الأمان؟

هذا التصريح في غاية الخطورة، حيث أن بعض طائرات "الإيرباص" تزن 600 طن مثل الطائرة "إيرباص 350"، وتصل حمولة بعض الطائرات لأكثر من 800 طن، وهو ما يعني أن مثل هذه الطائرات إذا اصطدمت بالمحطة قد تؤدي إلى كارثة، وهو ما يحتاج إلى مراجعة.

ما هي المعلومات الأخرى التي يجب توافرها لمعرفة مدى نجاح فكرة بناء المحطة؟

في البداية، يجب أن يتم الإعلان عن الدور المصرى في المشروع، وهل سيقوم الجانب الروسي ببناء المفاعل وتشغيله، أم ستكون مهمتهم الأكبر هي نقل الخبرات، وتأهيل كوادر مصرية لإدارة المفاعل، وكذلك هل سيتم الاستعانة بالخبرات المصرية المنتشرة حول العالم للمساعدة في نقل خبراتهم لبلدهم الأم.

هل ترى أن اختيار شركة روسية تم لأسباب تقنية أم سياسية؟

الشركات الروسية لديها خبرات عالية في بناء المحطات النووية، لكن تظل الشركات الفرنسية هي صاحبة الريادة، من حيث الجودة ومستويات الأمان، حيث تمتلك وحدها 58 مفاعل نووي تم بنائها بأيدى فرنسية، وتعد الشركات الكورية من المتقدمين في هذا المجال، وتعتمد عليهم دولة الإمارات في بناء محطتها النووية في الوقت الحالي.

لكن هل تتدخل السياسة في العمل مع روسيا في مشروع المحطة؟

ما يهمني هو مدى استفادة مصر من المشروع، لكن على المستوى السياسي في ظل وقف خطوط الطيران بين مصر وروسيا، كيف سيتم نقل الخبراء من روسيا، وكذلك يجب توضيح كيفية حصول مصر على النظائر المشعة، هل سنستوردها من روسيا أم سيتم استخراجها من مصر، وكلها أمور تحتاج إلى توضيح ومزيد من الشفافية.

تحدثت عن بناء المفاعلات في فرنسا وتمانع بناءها في مصر!!

فرنسا قررت الاعتماد على المفاعلات النووية لتلبية احتياجاتها من الطاقة بالاكتفاء الذاتي، بعد أزمة النفط الشهيرة أثناء حرب 1973، والمجتمع الفرنسي لديه درجات عالية من النظام ومراعاة معايير الأمان لا يمكن مقارنتها بمصر، وكذلك معايير الشفافية التي تحتل فيها مصر مركز متأخر جدًا في مقابل دولة مثل فرنسا.

لكن هناك دول تغلق مفاعلاتها مثل ألمانيا وسويسرا!!

نظرًا للتكلفة العالية لإنتاج الكهرباء بالطاقة النووية واكتشاف مصادر أخرى للطاقة، فعلى سبيل المثال، قررت أمريكا تشغيل محطات الكهرباء عن طريق الغاز الطبيعي، خلال خمس سنوات، وإيقاف محطاتها النووية في أقرب فرصة، ويأتي ذلك نتيجة وفرة المخزون الأمريكي من النفط الصخري، والذي يقدر الاحتياطى بحوالي 24 تريليون متر مكعب، ويحتوي على بحر من الغاز الطبيعي، لذا لا حاجة لديهم للاعتماد على الطاقة مرتفعة التكلفة.

المحطة هدفها الرئيسي توفير الطاقة، ألا يعد ذلك سبب وجيه لامتلاك التكنولوجيا النووية؟

استطاعت الإدارة المصرية حل مشكلة الكهرباء بنسب عالية "بحسب تصريحات الرئيس نفسه"، وكذلك تم الإعلان منذ فترة قصيرة عن اكتشاف حقول ضخمة للغاز الطبيعي توفر احتياجات مصر من الكهرباء لمئات السنين، وسنتمكن من التصدير أيضًا، فلماذا الإصرار على استخدام تكنولوجيا غالية التكلفة تتعدى الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة الذي تمتلكه مصر.



لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : علوم وتكنولوجيا

المصدر :

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا