المحتوى الرئيسى

الغاز المسيل للدموع محرم في الحروب ومباح ضد المتظاهرين

طبقًا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، التي تم توقيعها عام 1993 بمشاركة جميع دول العالم (باستثناء خمس دول منهم مصر)، فإنه يحظر استخدام الغازات المسيلة للدموع في ساحات الحرب، لكن الاتفاقية لا تسري على القانون الداخلي للدول، لذا ما زالت الحكومات المختلفة تستخدمه ضد المدنيين العزّل في ساحات المظاهرات.

وتحل غدًا ذكرى أحداث "محمد محمود" التي وقعت يوم 19 نوفمبر 2011، واستمرت حتي الجمعة 25 نوفمبر 2011، وكانت فيها رائحة الغاز الذي استخدمته قوات الشرطة هي المسيطرة على أجواء المعركة الحامية بين قوات الأمن والمتظاهرين، وظل هواء الشارع الأشهر في أحداث الثورة المصرية مليئًا بالدخان، والذي ادّعى البعض أنه ناتج عن غازات سامة، ووصل الأمر إلى الاشتباه في استخدام قوات الشرطة غاز الأعصاب، وهو ما نفته قيادات الأمن حينذاك.

بدأت قصة الغازات المسيلة للدموع عام 1928 عندما اكتشف بن كورسون وروجر ستوتون، تركيبة كيميائية من مادتَي "كلوروبنزالديهيد" و"مالونونيتريل"، وتفاعلهما مع مادة مذيبة تتطاير في الهواء على شكل رذاذ، وتم تسمية الغاز الأشهر CS من الحروف الأولى لأسماء عائلتي المكتشفين.

 

 

وتشير المصادر التاريخية إلى أن الصينين هم أول مَن استخدموا "مواد مسيلة للدموع" قبل ألف عام، حيث كانوا يقذفون أعداءهم في الحروب بالفلفل المطحون والمغلق بأوراق قش الرز، لإفقادهم الرؤية في أثناء القتال.

وكانت الطلقة الأولى لاستخدام الغازات المسيلة للدموع في بريطانيا عام 1944، حيث تم إطلاق غاز CS، في محاولة لفك سراح بعض الرهائن المحتجزين في شمال لندن، ثم تلتها أمريكا في حربها بفيتنام، ومن ثَمّ زاد انتشارها في العديد من الدول التي شهدت اضطرابات ضد أنظمة الحكم.

ويتم تصنيع قنابل الغاز المستخدمة في فضّ المظاهرات من جسم خارجي مصنوع من مادة الألمنيوم، به مجموعة من الفتحات مغطاة بطبقة من الشمع، ومع إطلاق القنبلة من البنادق وبفعل الحرارة الشديدة يتم ذوبان الشمع وخروج الجزيئات الصلبة بقوة دفع شديدة، وينتشر مع الدخان الكثيف خارج العبوة إلى الهواء بعد تحولها إلى غاز.

وهناك نحو 15 نوعًا للغازات المسيلة للدموع، لكن تظل الأنواع الثلاثة الشهيرة هي الأكثر استخدامًا، وتختلف في ما بينها حسب قوة تأثيرها، وهي:

1- غاز CN

وهو الأكثر انتشارًا في الدول المتقدمة نظرًا لقلة تأثيره، وكذلك لزوال مفعوله في وقت قصير.

2- غاز CS

تم استخدامه بشكل واسع في بداية تظاهرات الثورة المصرية، ويحتوي على نسبة عالية من السموم الضارة بالجهاز التنفسي والجلد.

3- غاز CR

يعد الأقوى على الإطلاق، حيث تبلغ قوته 10 أضعاف غاز CS، وطوّره الجيش البريطاني في الستينيات لمواجهة المظاهرات، ويتسبب في الشلل المؤقت، وعند التعرض له فترات طويلة قد يؤدي إلى الوفاة.

وعن الأعراض التى تسببها قنابل الغاز، يقول سفين أريك، استشاري الكيمياء بكلية الطب جامعة ييل الأمريكية: "إن انتشار الغاز في الهواء يسبب تهييجا شديدا بالعينين مع تدفق غزير للدموع، وتهيج الجلد، وضعف وصول الهواء إلى الجهاز التنفسي، والذي يؤدي بدوره إلى صعوبة التنفس والسعال بشكل متواصل، لكن يتوقف حجم الأضرار على اتساع المكان الذي يطلق فيه الغاز، فالأماكن الضيقة أعلى في معدلات تركيزها.

ويضيف أريك، أن مرضى الربو والذين يعانون من أمراض مثل القلب وارتفاع ضغط الدم ومشكلات الشرايين، هم الأكثر عرضة لتدهور الحالة الصحية عند استنشاق الغاز، ما قد يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة.



لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : علوم وتكنولوجيا

المصدر :

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا