المحتوى الرئيسى

بالهنا والشفا زيزو باب الشعرية واسم الشهرة معروف

نزلت أشم هوا في الشارع الفجر، وجعان، والنهاردة نفسي أعمل زيارة لمطعم شعبي يبهرني في الطعم. مش عايز حاجة خفيفة. قررت أخاطر ومايهمنيش حاجة :)

سردت المطاعم اللي ممكن تكون فاتحه في الوقت ده في دماغي، ووقع الإختيار علي زيزو، أو زي ما الناس مسمياه “زيزو نتانه”.

photo12

ركنت العربية جنب ترابيزاته اللي فارشها بعرض الشارع قدام كشك صغير جداً، جواه شخص واحد بيعمل الساندوتشات، وواحد تاني بره بيوصل الساندوتشات على الترابيزات. وعلى اليمين بيقعد الحاج عبد العزيز أو «زيزو» مكانه ثابت في المكان ده، وصوته بيجيب الشارع كله، بيصدر دايماً أوامر، وبيسلم على المارة، ستات ورجالة، ويعزمهم على أكل من عنده: «اتفضلوا خدولكوا ساندوتش».

photo7

المكان انت بتاكل في الشارع، بس الشارع يشبه لوكيشن السينما. ترابيزات مرصوصة بانتظام، وعواميد نور تمثل الإضاءة، وبوابة النصر في الخلفية تغذي الصورة. تخيلوا إن دي كانت بوابة من بوابات القاهرة واللي جوه البوابات دي كانت بس القاهرة. قصة تقدر تتناقش فيها انت وأصحابك وتقارنها بالواقع اللي عايشينه، ومش هيقطعكم غير صوت الجرسون وهو بينزل الأكل، وبيأكد عليكم انتم طلبتوا ايه: «واحد اسكندراني، اتنين كبدة، اتنين بلوبيف بالبيض، واحد بلدي وواحد بسطرمة، وواحد تركي، واتنين قشطة حلاوة ».

photo14

بينزل الأكل وبتفضل تفكر هتبتدي بإيه. ابتديت أعمل ميكسات، يعني الإسكندراني معروف إنه أكتر حاجة حراقة، فا باكله على مدار الوجبة كلها، قطمة بين كل ساندوتش، لأنه بالنسبالي شطة لا تحتمل.

السلطات نزلت، وهما عبارة عن: بطاطس متبلة بالتوم والشطة والكزبرة، وطماطم بالتوم، وطرشي بلدي.

طعم البطاطس رائع، بعشقها ومدمنها هنا. بس المرة دي كانت مش مستوية كويس، بس في العموم خطيرة. وكل المقبلات حراقة جداً، زيزو مابيهزرش في الشطة. محبي الشطة هيتبسطوا أوي هنا.

photo9

السجق الإسكندراني أول ساندوتش ابتديت بيه. عبارة عن قطع من اللحمة المفرومة علي شكل لانشون مقطع نص دايرة، ومحطوط جواه فلفل إسود صحيح بين أنسجته، وعليه صلصة بتوابل سرية، وكتير أوي شطة، بتخلي الساندوتش ده أشبه بوسيلة تعذيب، بس مضحكة. كتير مننا بيضحكوا على حاجات كارثية بنشوفها، حد بيقع، حد بيحصل له كارثة بس بتكون مضحكة. نفس الكلام في الساندوتش ده، بتاكله وشك بيحمر ومناخيرك بتكبر وبيجيلك زغطة، وبتفضل تهوي على بقك في هيستريا مضحكة ومسلية لو لمة كبيرة وكلهم بيعملوا كدا. بس الطعم وقوام الصلصة اللي نازله منه اللي فيها كل البهاريز حاجة لا توصف. مغرية للأكل جداَ كمنظر، بس كطعم التوابل طبعاَ طاغيه علي أي طعم. الخلطة تقيلة ومش قادر تميز دي توابل إيه، واللحمة أشبه بالعجينة الناعمة بطعم اللحمة. محدش يعرف العجينة دي محتواها إيه.

photo10

photo11

الكبدة الإسكندراني بتاعته جميلة. طرية وقطمتها فيها عضة خفيفة محسوبة ليها مش عليها، يعني فيها عرق، مش بتدوب زي الإسكندراني بتاعت إسكندرية. دي مختلفة تماماَ، بس هنا بتسمي إسكندراني برضه، وفي اتفاق على ده: ان هي دي الإسكندراني بتاعت القاهرة.

البلدي كان حلو أوي المره دي، عكس العادي، مش دايماً بيبقي حلو. وهو عبارة عن سجق بلدي صغير رفيع في الصلصة الخفيفة بتاعته. ساندوتش رايق ممكن تطفي بيه نار السجق الإسكندراني.

التركي هو الساندوتش الأغرب بالنسبة لي. ماعرفش بيتعمل ازاي؟! هو لحمة مفرومة بطريقة أصغر من الفرم العادي، وماعرفش مفروم معاها ايه تاني، غير فلفل أخضر وبصل، دول المرئيين، وفي صوص داكن جداً مائل للسواد، وزيت كتير جداً بينزل من الصوص ده، بيغرق الساندوتش. في طعم كده غريب، هو مش حلو، بس بيشد، غريب وبيخليك عايز تعرف إيه هو لحد ما بيخلص الساندوتش وانت برضه معرفتش! فيه لزعة، علي حموضه شوية، زي لزعة وحموضة دبس الرمان، بس أكيد مش بيستعملوا دبس رمان! هو ساندوتش غامض جداَ، بس برضه بطلبه دايماَ لعل وعسي أفهم. وبجفف الساندوتش ده بالمنديل من ضهره، لأنه بينزل زيت كتير وساعات الزيت بيخرم العيش من ورا.

photo2

البلوبيف بالبيض والبيض بالبسطرمة شبيهين جداً باللي بنعملهم في البيت. مش مختلفين كتير وطعمهم مافيهوش أي فن، طبيعيين.

الحلاوة بالقشطة، بحب شكله قبل طعمه. الحلاوة بتتقطع بطريقة مستطيلة، بتخلي شكلها شيك كده و مرتبة، وتحتها القشطة برضه ماسكة نفسها، مش كريمي وسايحة، و العيش طازة وجميل.

photo4

أنا شايف اللي بيميز زيزو حاجتين: أولاً طبعاً مكانه. وبيشاركه في المكان بابا عبده، اللي قال زيزو إنه كان بيشتغل عنده وفتح محل لوحده. بس هو يظل الأصل. هنناقش ده في مقال عن الأكل الشعبي. بس اللي بيميز زيزو هو العيش الفينو اللي بيقدم فيه الأكل. عمري ما لقيته عنده بايت. العيش ده اختفي وانقرض من مناطق كتير، بس يظل موجود في المناطق الشعبية العريقة فقط، مش موجود حتي في العشوائيات والمناطق المتطرفة. العيش ده ليه سحر خاص: رفيع طويل ومبطط كده وطعمه جميل جدااااً. بيطلع من الفرن، بيترش عليه مياه او سائل كدا بيمسك نفسه. وامتع لحظه وانت بتاكله وهو سخن لسه طالع. اللي ماجربوش يجرب من أي فرن قديم.

photo5

ثانيا: الساندوتش بتاع زيزو علامة مسجلة علي حد قولة. كتير ناس جربت تفتح مطعم وبديكور شيك ومواقع مميزة زي المهندسين ومدينة نصر وكده، وفشلوا يوصلوا للطعم اللي بيقدمه زيزو أو اللي علي شاكلته ! يعني مفيش حد بيعمل سجق إسكندراني زي بتاع زيزو، دي حقيقة !

في نهاية تجربتي نكشت الحاج زيزو، وقلتله اتفضل معايا. وقعدنا اتكلمنا وحكينا كتير. حكالي قصة كفاحه، كان إيه وبقا إيه! وقال لي «أنا معايا ما شاء الله فلوس تعيشني ملك، بس أنا مش هسيب المكان ده، وهنزل أتواجد في المكان هنا كل يوم لحد ما أموت. أنا قلت لولادي لو عايزين تقفلوه بعد ما أموت ماشي، بس وأنا عايش استحالة!»

اتصورنا سوا صورة للذكري ووعدته هزوره تاني قريب.

أسعار الساندوتشات كلها تقرييا من ? ل ? جنيه وده بيسهل انك تجرب اصناف كتير و تاكل كميات اكبر و الشطه اصلا بتإكل و بتفتح النفس

زيزو ، امام باب الفتوح ، الجمالية ،القاهرة



لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : طبخ

المصدر : ßÓÑÉ

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا