المحتوى الرئيسى

كيف أمنع نفسي من ضرب طفلي

أصر على إلقاء لعبه من الشرفة، تحدثت إليه كثيرًا ولم يصغِ، بالإضافة إلى كوني لم أنم جيدًا الليلة السابقة بسبب أخيه الرضيع، وانتهى بي الأمر بضربي له حتى يتوقف عن هذا السلوك، ثم انتابتني كالعادة حالة من تأنيب ضمير.. كيف أتصرف؟ خاصة أن هذا الموقف يتكرر كثيرًا وأخشى أن أضر بطفلي؟

كثير من الأمهات يلجأن للضرب كوسيلة لتهذيب الطفل وتقويم سلوكه، وهو وسيلة تأتي بنتيجة سريعة دون بذل مجهود كبير في إيجاد طرق سليمة تناسب طبيعة أطفالنا، ولكن هل فعلًا الضرب هو الوسيلة المناسبة؟

الإجابة: بالطبع لا، وهذه هي الأسباب التي ستجعلك تقلعين الآن عن الضرب:

1- ضرب طفلِك يجعله يعتقد أن من حقه أن يضرب أخاه الأصغر أو زميله الأضعف منه في الفصل، وربما زوجته في المستقبل، هذا لأنه يجدك أنتِ الكبيرة القوية تضربينه عند ممارسته لسلوك خاطئ وكأنكِ تعطيه إشارة غير مباشرة بأن هذا السلوك مقبول إذا أخطأ الأضعف بدنيًا والأصغر حجمًا.

2- يرى خبراء التربية أن استخدامك للضرب لن يتوقف عند حد معين، بل سيزداد سوءًا مع الوقت، وستصبحين أعنف مع طفلكِ في كل مرة تجدين أنها الوسيلة المناسبة للعقاب، وهذا مع الوقت سيصبح عادة يصعب الإقلاع عنها.

3- قد يؤدي الضرب إلى توقف طفلك عن فعل سلوك خاطئ، ولكنه مع الوقت سيضعف علاقته بكِ وقد يصيبه في المستقبل بمشكلات نفسية، مثل القلق الدائم والإحباط وعدم القدرة على اتباع السلوك الحسن والتعاطف مع الآخرين، بل قد يكون نواة لإدمان طفلك للمخدرات في المستقبل لا قدر الله.

4- قد يكون سبب ضرب طفلك هو اتخاذك لأهلك كقدوة في التربية، حيث إنهم كانوا يستخدمون الضرب كوسيلة للتهذيب، ولكن ليس كل ما كانوا يعتقدون في الماضي أنه صحيح ومناسب ظل كذلك، فمع تقدم الوقت أصبح ضرب الأطفال ممنوعًا في 30 دولة حول العالم، أليس هذا كافيًا لإعادة التفكير في طرق أخرى لتهذيب السلوك؟

والآن، هل تجدين هذه الأسباب كافية لتتوقفي عن ضرب طفلك؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فإليكِ خطوات وأفكار سريعة تساعدك في التحكم بأعصابك إذا أخطأ صغيرك:

- اسألي نفسك لماذا يفعل صغيري هذا السلوك؟ عند الإجابة على هذا السؤال ستتضح لكِ الطريقة المناسبة للتعامل مع المشكلة، ربما يحاول لفت انتباهك وهذا شائع جدًا بين الأطفال، خاصة في عمر صغير.

- أوجدي طريقة جديدة للتواصل مع طفلك، فقد تكون الوسيلة المتبعة هي السبب دون أن تشعري، مثل أنكِ تستخدمين أسلوب السخرية والتهكم كثيرًا، أو تبالغين في رد فعلك، ما يجعل طفلك يبالغ في أفعاله أو ربما تتجاهلينه دون قصد وتنشغلين عنه معظم اليوم، فتجدي أنه يقوم بأفعال خاطئة محاولًا لفت انتباهك، إلخ.

هناك بعض الحيل التي ستساعدكِ على أن تهدئي بسرعة قبل أن تتخذي أي رد فعل غير محسوب:

1- ابتعدي عن طفلكِ، اتركي له الغرفة واذهبي لغرفة أخرى حتى تهدئي، هذا سيساعدكِ على اتخاذ القرار الصحيح.. أيضًا سيعلم طفلك كيف يتصرف عندما يكون غاضبًا، لأنكِ قدوته.

2- مارسي تمارين التنفس: اجلسي وضعي يديك تحت قفصك الصدري، وابدأي في التنفس ببطء حتى يملأ الهواء رئتيكِ، ثم أخرجيه ببطء. كرري هذا التمرين 10 مرات حتى تهدئي.

3- اعطي وقتًا لنفسك، مارسي التمرينات الرياضية أسبوعيًا سواء كانت مشيًا أو يوجا أو غيرها من الرياضات المحببة لديكِ، لأن الرياضة ستعطيكِ وقتًا للتحكم في نفسك ساعة الغضب، وستجعل منكِ أمًا أفضل.

4- عدي الأرقام بشكل عكسي حتى تهدئي.

اختاري ما تجدينه مناسبًا لكِ من هذه الطرق، واستخدميها للسيطرة على غضبكِ اللحظي.

- تواصلي مع طفلك حينما تهدأين، ولا تتسرعي للتحدث في المشكلة وأنتِ ما زلتِ غاضبة، لأن التواصل بهدوء سيأتي بنتائج أفضل.

- اختاري معاركك، ولا تفتعلي مشكلة من كل موقف لو كان صغيرًا، واختاري المهم لتقويمه ولا تفتعلي مشكلة من أمور بسيطة لا تحتاج إلى نقاش أو عقاب.

- حتى تعلمي طفلك المعنى الحقيقي للاعتذار ابدئي بنفسك، عندما تخطئين لا تشعري بصعوبة في الاعتذار، كوني قدوة لطفلك ولا تخشي أن يستغل هذا ضدك.

- اختاري صديقة أو قريبة تثقين في رأيها لتحكي لها عما تمرين به مع طفلك، اختاري من تجدين فيها نموذجًا جيدًا كأم ولا تكون ناقدة لاذعة، حتى تستطيعي أن تحكي لها دون حرج أو شعور بالضيق.

- لا تلومي نفسك كثيرًا إذا أخطأتِ، فكلنا نخطئ وعادة ما يكون شعورنا بتأنيب الضمير المبالغ فيه نابعًا من حبنا الكبير لأطفالنا، تعلمي من أخطائك وتذكري أن التربية مشروع طويل الأجل فلن يتحدد من موقف واحد، وإنما على مجموعة مواقف، وبيدكِ أن تجعلي معظمها إيجابية لإنشاء طفل سوي.



لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : الاسره والصحة

المصدر : ÓæÈÑ ãÇãÇ

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا