بالرغم من اختلاف منهجيات الذكاء الاصطناعي إلا أن تَعلم الآلة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالذكاء الاصطناعي. فالذكاء الاصطناعي عبارة عن قدرة البرامج الحاسوبية على محاكاة القدرات الذهنية للبشر وأنماط عملها دون البرمجة سلفًا، كالقدرة على التعلم والاستنتاج، ومن ثم رَد الفعل. فيستخدم الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات التي تبدأ بألعاب الفيديو، مرورًا بمعالجة اللغات الطبيعية، والتحكم الآلي، والتعليم التفاعلي.

أما تعلُّم الآلة فهو العلم الذي يسمح للآلة بالاستجابة للأوامر المختلفة بطريقة ذاتية عن طريق التعَلم دون أي بَرمجة مُسَبقة. وذَلِك بواسِطة تطوير الخوارزميات التي تَسمح للآلة بالتعَلم عبر فرض التنبؤات على كافة البيانات التي تستقبلها. حيث تتنوع تطبيقات تعلم الآلة من بين هندسة البرمجيات، والروبوتات الحركية، إلى تصنيف تسلسل الحمض النووي، والتشخيص الطبي.

في هذا التقرير سوف نعرض بعض الأفلام التي تناولت كلًا من تحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي، وتَعَلم الآلة أيضًا، بالإضافة إلى تطبيقاتهم المختلفة، وذلك للمهتمين بمنهجيات الذكاء الاصطناعي وفروعه المتعددة.

1. Ex Machina – 2015

من أهم الأفلام التي تتناول الذكاء الاصطناعي ومنهجياته المختلفة، مُطبقًا في قُدرة الآلة على التعَلُّم. فَتَدور أحداث الفيلم حول مُبرمج شاب يبلغ من العمر 24 عامًا، يعمل في إحدى شركات الإنترنت الكُبرى، حيث يَفوز بمسابقة تؤهله للعمل في تجربة غامضة هدفها نقل الصفات البشرية إلى «الإنسان الآلي» ذي الذكاء الاصطناعي بواسطة «اختبار تورينج»، الذي يُعتبر أحد منهجيات الذكاء الاصطناعي، والذي يعتمد على تفاعل الإنسان مع الحاسوب. ويتحقق عندما لا يستطيع الإنسان التَعرف على ماهية ما يتعامل معه، ولا يستطيع التفرقة بين الحاسوب والبشر.

تشتد وتيرة الأحداث خلال الفيلم ليتضح لهذا المُبرمج أنه لم يَفُز بالمسابقة، ولكنه اختير ليوضع تحت اختبار الآلة، وذلك للتعرف على مدى ذكائها، وقدرتها على التفاعل والإقناع.

2. The Imitation Game – 2014

يستند الفيلم إلى كتاب «Alan Turing: The Enigma». حيث يتناول قصة عالم الرياضيات، ومُحلِل الشفرات، والمؤسس الأول لعلوم الحاسب والذكاء الاصطناعي «آلان تورينج»، وبالتأكيد هو مؤسس اختبار تورينج الذي تحدثنا عنه خلال الفيلم السابق. فتَدور أحداث الفيلم عام 1939، عندما يَعرض آلان تورينج، صاحب الشخصية المتعالية، المُساعدة على القيادات البريطانية، وذلك لحل شفرة عملاقة إنتاج الشفرات التي يستخدمها الألمان «إينجما». حيث قام تورينج بفك شفرات قوات البحرية الألمانية عن طريق صناعة آلة لحل شفرات إينجما عن طريق التطوير المستمر لآلة فك الشفرات البولندية Bombe، مما ساهم بشكلٍ كبير في فوز الحُلفاء ضد النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.

3. Her – 2013

يتناول الفيلم مدى تطور الذكاء الاصطناعي، وقدرة الآلة على التَعَلم والتعامل مع البشر، والاستجابة للأوامر المختلفة دون برمجتها مسبقًا للرد على هذه الأوامر. فتدور أحداث الفيلم حول قيام كاتب رسائل بشراء أذكى نظام تشغيل اصطناعي في العالم، يتميز بصوته الأنثوي، وذكائه الفائق الذي يُمكنه من التعامل مع الإنسان بصورة تفاعلية شبه واقعية. ولقدرة النظام الهائلة في التفاعل مع البشر، يقع هذا الكاتب في حب شخصية غير حقيقية، متناسيًا أنها عبارة عن صوت نظام التشغيل الذي اشتراه. ثم يقرر قضاء وقت أكبر برفقة هذا الصوت، ليجد نفسه مجبرًا على التعامل مع مشاعر الحب والشك تجاه صوت نظام التشغيل الخاص به.

إعلان الفيلم:

4. The Machine – 2013

تدور أحداث الفيلم في المستقبل، مع بداية انحدار الأزمة الاقتصادية، حيث تبدأ حرب باردة مع الصين. فتلجأ وزارة الدفاع البريطانية إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، فتقوم بصُنع روبوت فائق الذكاء، ويشبه البشر تماما، حيث يمتلك قوة مذهلة، بالإضافة إلى الخفة الحركية الشديدة، والسرعة المذهلة التي تفوق البشر بمراحل. لكن عندما تُقرر الانتقال إلى مستوى أعلى من الذكاء الاصطناعي وصُنع روبوتات غير قابلة للتدمير تزداد الأمور سوءًا.

5. I, Robot – 2004

تَدور أحداث الفيلم في المستقبل؛ حيث تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. فتتم صناعة روبوتات فائقة القدرات، تمتلك العديد من المهارات لتقوم بمساعدة البشر على إنجاز مهامهم اليومية. بينما يتم قَتل خبير الروبوتات، فَيُكَلف أحد الضُباط بالتحقيق في الجريمة، ليكتشف تورط أحد هذه الروبوتات. مما يسيء العلاقة بينهم وبين البشر، فيبدأ الضابط في التوفيق بين الروبوتات والبشر، وذلك لحماية مصير البشرية.

إعلان الفيلم:

6. A.I. Artificial Intelligence – 2001

يتناول الفيلم تطبيقات التكنولوجيا المُتقدمة، المُعتمدة على الذكاء الاصطناعي وتَعلم الآلة، لصناعة آلة ذكية تتمتع بقدرتها الفائقة في التعامل مع البشر، والاستجابة لهم ولمشاعرهم دون برمجة مسبقة. فتدور أحداث الفيلم حول قيام إحدى الشركات الخاصة بابتكار إنسان آلي على هيئة طفل، لديه قدر فائق من الذكاء، بالإضافة إلى قدراته الحسية وامتلاكه للمشاعر، مما يوضح مدى عمق تَعلم الآلة وقدرتها على الشعور، ومحاكاة الإنسان.

7. Blade Runner – 1982 

يتناول الفيلم قُدرة البشر في المستقبل على إنتاج روبوتات حيوية شبيهة بالبشر تتميز بذكائها الاصطناعي. حيث تدور الأحداث في عام 2019، حول قيام العديد من الشركات العملاقة بتصنيع روبوتات مُعدلة وراثيًا تشبه البشر تمامًا، حيث يتم حظرها وإرسالها للعمل في مستعمرات خارج الكوكب. ومن يقم بمخالفة التعليمات ويعد إلى الأرض من هذه الروبوتات، تتم مُلاحقته من قبل الـ« «Blade Runner وهم عبارة عن رجال شرطة متخصصين بهذه المطاردات.