نشأت في بيئة ريفية.. كان اقتناء الحيوانات بمختلف أنواعها فيها أمراً طبيعياً، فالفلاحون يربون ماشيتهم في حظيرة – إسطبل – زريبة ملحقة بالمنزل، ويحتل الحمار مكانة مميزة في حياتهم بوصفه وسيلة نقل، وكذا خادماً قنوعاً يرضى بالقليل ويعينهم في الكثير من الأعمال، وكذا البقر والجاموس باعتبارها مصدر دخل كبير ورفيقة يوم عمل طويل يبدأ بمنحهم اللبن صباحاً، وعليه تقوم عدة أعمال أخرى كالزبدة والجبن وحتى بيع اللبن نفسه وخلافه.

المصدر: موقع blog.compete

يقتني بعضهم الكلاب بغرض الحماية عموماً وحماية الأغنام من بعض الذئاب أو الثعالب المزمع وجودها بنسب قليلة.

أما الطيور كالحمام والبط وخلافه، ففيما مضى كان يسمح لها بالتواجد في صالة أو صحن الدار حيث تتناول كل ما تبقى من طعام العائلة أياً كان، وكذا تلتقط الحبوب التي تسقط في مواسم الغلال.

وبشكل خاص، كل من نشأ في الريف تربى على الإحسان للحيوان وحسن معاملته حتى حيوانات الشارع، وحدهم ميسورو الحال في الريف عرفوا اقتناء الحيوانات لأغراض غير مهنية من قطط وكلاب وطيور وأسماك زينة.

وبمرور الوقت تنحصر نسبة الريف ويقل عدد العاملين في الزراعة، والذين يحملون صفة فلاح في مقابل اتساع المدن، وتغير شكل القرى القديمة، وهو ما يأتي بأثره في العلاقة بالحيوان.

المصدر: موقع stylonica

أما في المدن فتقل نسب اقتناء الحيوانات الأليفة عموماً لهذه الأسباب:

1- عدم وجود وقت كاف

على الرغم من أن بلادنا ليست من بلاد العالم الأول، لكن اقتناء حيوان في المنزل يشبهه وجود طفل لديك أو إضافة فرد جديد لأسرتك يستلزم منك عناية ورعاية واهتماماً كبيراً، لا يرغب كثيرون في القيام به.

المصدر: موقع stuffpoint

2- المسؤولية:

إذا اقتنيت حيواناً فعليك أن تملك دائماً طعاماً مناسباً له، وعليك أن تدبر له رفيقاً إذا كنت تنوي السفر أو الغياب عن المنزل فترات طويلة، وأن تداوم على تطعيمه ومتابعته طبياً، وهكذا وبطبيعة الحال لا أحد يحب أن يضيف إلى أعبائه مسؤولية جديدة.

المصدر: موقع ويكيميديا

3- الاعتقاد الخاطئ بشأن بعض الحيونات:

فالكلاب تجلب الشياطين، والقط الأسود شيطان، والقطط تسبب العقم لدى النساء، وما إلى ذلك من قائمة تطول بالخرافات التي يتشبع بها تراثنا.

4- أعباء النظافة:

إذا كان لديك طفل فمن الطبيعي أن تحرص على نظافته وأن تتولى الأمر بنفسك، وكذا الحيوانات التي يأخذ تدريبها على قضاء حاجتها في مكان بعينه وقتاً طويلاً، والكلاب مثلاً ستضطرك إلى اصطحابها خارج المنزل مرتين يومياً للسبب نفسه، وكذا الاعتناء بنظافة الحيوان والجميع في غنى عن هذا الجهد.

المصدر موقع:2.bp.blogspot

5- ميزانية إضافية:

كل ما سبق من علاج ومتابعة صحية ونظافة وطعام وخلافه، قد يكلف ميزانية لا يودّ بعض الأشخاص أن يضيفها إلى ميزانيته.

6- الاكتفاء:

اقتناء الحيوانات ومصاحبتها متعة لا يعرفها إلا من اختبرها، بالطبع يحبها من اعتاد عليها في حياته أو عايشها في مجتمعه الصغير، كأسرته وأصدقائه، لكن من لم يختبرها لن يفكر فيها إلا في حالات الشعور بالوحدة، ومجتماعاتنا ودودة بشكل لا يسمح للكثيرين بإيجاد وقت كاف للاختلاء بأنفسهم إذ هم أرادوا، وبالتالي فمساحة الشعور بالوحدة لفترات طويلة قليلة جداً.

المصدر: موقع PETFINDER

7- الحساسية:

هناك من يعاني حساسية من القطط بسبب شعرها، أو رهاباً من القطط والكلاب، وهو ما يمنع باقي أفراد الأسرة من اقتناء أيّ من هذه الحيوانات داخل المنزل.

لمصدر: موقع i.ytimg

وأخيراً فإن في مصاحبة الحيوانات متعة لا تضاهى، وكلها تتميز بالإخلاص الشديد.

– في طفولتي سافر أبي وأطال في سفره، فاقتنينا قطة، ولما عاد اضطررنا إلى التخلص منها في منطقة بعيدة، وكان أمراً حزيناً بالنسبة للأسرة كلها، راقبت القطة طويلاً من بعيد فوجدتها تسرع في البحث عن بيتنا بجنون، تقف على شباك سلم كل عمارة أو بيت يقابلها وتقفز إلى البلكونة كما اعتادت أن تفعل في بيتنا، فتكتشف أن هذا البيت ليس هو بيتها، فتتركه وتبحث عن غيره، وحين طال بحثها أصابني الملل وغادرت المكان، ومرّ أكثر من شهر وإذا بالقطة في ليلة من إحدى الليالي في صالة منزلنا لا تتوقف عن المواء بصوت عالٍ وكأنها تصرخ بأعلى صوتها «كيف هنت عليكم بهذا الشكل، وحشتوني»، قضت أسرتنا ليلتها باكية، وعادت القطة إلى المنزل.

روميو

– اقتنى أخي كلباً حين كان يعيش بمفرده وأسماه «روميو»، ودرّبه جيداً على ألا ينام في سريره، وكان ذلك بأن ينقر على رأسه برفق 3 مرات مستخدماً ورقة مطوية، وعندما مرض أخي بات الكلب تحت سريره، وظل مرابضاً أمامه طوال اليوم.

– تقتني أمي الآن بعد وفاة والدي 5 قطط.. اللهفة التي تقابل بها القطط أمي عندما تعود من العمل لا يوازيها شيء آخر.