المحتوى الرئيسى

حلقة السمك تواجه هو ده شعبان بتاع السمك اللي بيقولوا عليه

المأكولات البحرية تُمثّل لي في حدّ ذاتها مُتعة خاصة للغاية – بالطبع الاستمتاع.. فهي ليست فقط وسيلة للتخلّص من الشعور بالجوع بممُارسة الأكل بالطريقة الألمانية (المطبخ الألماني فقير للغاية، وأغلب الألمان يعيشون بفكرة أنه يأكُل كي يعيش)– المأكولات البحرية تُمثّل لي شعوراً بالمُتعة والتذوّق على طريقة المطبخ الفرنسي والإيطالي (المطابخ الفرنسية والإيطالية معروفة بعشقها للطعام والذوق الرفيع) ولأنني من عُشاق مطاعم المأكولات البحرية؛ أكاد أجزم أنني على قدر مُناسب من الخبرة للحديث عنها.

تقول القاعدة الذهبية للمأكولات البحرية «لا تأكل مأكولات بحرية في مدينة غير ساحلية» الأسماك والقشريات الرائعة غالية الثمن، من جمبري وأستاكوزا وخلافه من الأطعمة التي تحتاج إلى مُعاملة خاصة في أثناء النقل، وتحتاج بالطبع إلى التجميد، والقاعدة الذهبية التي تُدركها أي خبيرة طهي أو مُبتدئة، أن تجميد الطعام وفك التجميد لا يجب أن يزيد عن مرة واحدة فقط، فتكرّر التجميد وفك التجميد يُفقد الطعام قيمته الغذائية، كما أنه يتسبّب في طعم لا علاقة له بالطعام الأصلي (هذه القاعدة صحيحة للغاية)، ولك أن تتخيل يا عزيزي ما تُعانيه الأسماك القادمة مثلاً من البحر الأحمر أو البحر الأبيض المتوسط في أثناء عملية النقل والتداول؛ من تعرّض لمُختلف درجات الحرارة، الأمر الذي لا يُدمّر فقط قيمتها الغذائية والصحية وطعمها، بل أيضاً قد يُؤدي إلى فسادها.

الاُذن التي تستمتع بالموسيقى الراقية، لن يفرُق معها كثيراً إذا كانت السيفمونية المُفضلة لها تُعزف في الأوبرا الإيطالية أو تُعزف في قهوة شرف في شُبرا الخيمة – بالطبع الموقع والمكان ونظافته عوامل هامة، ولكن الأصل هُنا هو السيمفونية المُفضلة لنا، ولكي نكون أكثر صراحة؛ فقد بدا الأمر لي كما لو كان شعبان عبد الرحيم يُغني في الأوبرا؛ بينما عُمر خيرت يقود إحدى الفرق لتقديم واحدة من إبداعاته – ما هو الأمر في الأصل.. آه لقد ذهبت لتناول الطعام مع أصدقائي الأعزاء في حلقة السمك منذ فترة ليست ببعيدة، وهذا هو ما كان يُقدّمه شعبان عبد الرحيم في دار الأوبرا – المكان جميل ورائع والخدمة مُمتازة إلى حدّ بعيد، النظافة والرائحة الجميلة تفوح من كُل أركان المكان، الإضاءة والديكور أكثر من رائع ولكن.. يقولون إن ما قبل كلمة و«لكن» يتحوّل إلى سراب يحسبه الظمآن ماء بعد أن تقولها، وبالطبع هو كان كذلك، فالأسعار مُبالغ فيها إلى حدّ بعيد؛ وإن كانت مُتفقة مع الطبقة الاجتماعية التي تقصد مطاعم عامر جروب، وهذا ليس الموضوع، الطعام كان أسوء من المتوقع بشكل رهيب، شوربة الجمبري أو شوربة السي فوود، كانت عبارة عن عينات ضئيلة؛ فكرت أن أطلب منهم تقديمها في حُقن هتبقى أفضل يعني، والطبق الصُغيّر اللي سعره أكتر من أربعين جنيه، كان فيه عدد تلات أو أربع جمبريات من النوع النونو – طلبنا «دنيس» واحدة معمولة سنجاري وواحد مقلية، فيه اتنين أكدوا إنهم مش هياكلو أي سمك بالطريقة السنجاري أو المقلي مرة تانية – طلبنا كيلو جمبري مشوي – كان بارد وطعمه زي ما يكون كان معمول إمبارح – الأرز كان بارد ومالوش طعم وباقي الطلبات كانت دون المستوى بشكل مُلفت للنظر.

على الناحية الأُخرى، كان عُمر خيرت بيقدم واحدة من أروع سيمفونياته، صحيح المكان بسيط للغاية والديكور شعبي إلى حدّ بعيد، لكن الطعام كان مُبهراً بطريقة مُمتعة، كان طازجاً للغاية وشهياً جداً – كُنت ألمح في عيون قاصدي المطعم عدداً لا نهائياً من نظارات الرضا والاستمتاع، لدرجة وجود صُحبة، يبدو أنهم قاهريّو المنشأ، ومعاهم شخص يبدو أنه قد خاض تجرُبة المُتعة غير المحدودة مع عم شعبان وهو بيقنعهم بالمكان، وفعلاً كُنت من آن إلى آخر ألاحظ أصواتاً مُفعمة بالبهجة والضحك من طعم الطلبات بتاعتهم.

أكيد طبعاً اللّي بيقدموا الخدمة هناك غير مُطلعين على قواعد الإتكيت في التقديم ورصّ الأطباق، بس من قد يهتم بهذه التفاصيل وهو يستمتع بأوركسترا دافئة بالصحي والطازج والشهي للغاية، تُقدّمها فرقة عم شعبان بتاع السمك.

 



لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : طبخ

المصدر : ßÓÑÉ

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا