المحتوى الرئيسى

إنترنت المشاعر الطريق نحو آلة أشبه بالإنسان

تخيل أن يكون لك صديق يقرأ ما يدور برأسك ويعرف حالتك المزاجية فينصحك بالشيء المناسب في الوقت المناسب، يمكنه أن يشغل لك المقطوعة الموسيقيه المفضلة لك إن كنت حزين أو الفيلم الرومانسي الذي تعشقه إن كنت في قصة حب جديدة، وماذا لو تحول هذا الصديق بكل تلك المميزات إلى خادم وفيّ أو مساعد ماهر، كل هذا وأكثر ما يمكن تحقيقه من خلال ما يعرف بـ"إنترنت المشاعر".

يعتبر إنترنت المشاعر الامتداد الطبيعي لمصطلح "إنترنت الأشياء" والذي يشير إلى جيل الشبكات التي تتيح نوعًا من التفاهم والترابط بين الأجهزة المختلفة وأدوات الذكاء الاصطناعي بحيث يستطيع الإنسان التحكم في مختلف أجهزة منزله دون الحاجة إلى التواجد في نفس المكان مع الجهاز، أما إنترنت المشاعر فهو جيل أحدث من البرامج سيجعل الآلآت أشبه بالبشر عند تزويدهم بالقدرة على قراءة مشاعر الإنسان وترجمتها بهدف تحسين العديد من نواحي حياته، حسبما ذكرت مجلة فوكاس الإيطالية.

 

يعمل إنترنت المشاعر من خلال نظام من الخوارزميات القادرة على تفسير الإشارات الفسيولوجية للجسم البشري مثل تعبيرات الوجه ونبرة الصوت ومعدل ضربات القلب والتعرق، وترجمتها إلى ما يرادفها من مشاعر وأحاسيس وتصورات، ومثل هذه التقنيات متاحة منذ فترة وهناك شركة متخصصة في تطوير هذا النوع من التقنيات تسمى شركة " Emotient" ، وهو ما أدركته الشركات العملاقة في مجال تكنولوجيا المعلومات مثل شركة "آبل" التي عمدت إلى شراء شركة " Emotient".

ومن المنتظر أن تكون النسخة القادمة من تطبيق Siri المملوك لشركة آبل قادرة على تقديم مقترحات تناسب تمامًا مختلف المواقف التي يمر بها الإنسان، وتطبيق Siri هو مساعد شخصي ذكي يعمل على نظام IOS يستخدم ما يعرف بـ"واجهة مستخدم اللغة الطبيعية" للإجابة على الأسئلة وتقديم توصيات مثل العثور على مطاعم أو معرفة عناوين أماكن، بعد أن يتكيف مع تفضيلات المستخدم الفردية.

 

واحتدم الجدل بين الخبراء وأصحاب الرأي حول دور إنترنت المشاعر، حيث يرى جون هافينز، الخبير في مجال الذكاء الاصطناعي إنه من غير المقبول أن نترك الآلة تحدد مشاعرنا وما إذا كنا سعداء أو حزناء، فالخوارزميات التي تستخدم لهذا الغرض ليس بمقدورها الشعور بما يشعر به الإنسان بل يمكنها فقط أن تربط بين دلالات جسدية وما تتصور أنه يعني مشاعر معينة، فيما رأى جون ماركوف، الباحث في مجال العلاقات بين الإنسان والآلة، أن الهدف الرئيسي من تقنيات إنترنت المشاعر هو تمكين الشركات التجارية معرفة معلومات عن الإنسان ما لايعلمه هو نفسه.

وظهرت مسألة الحفاظ على خصوصية المستخدمين على مائدة الجدال حول هذا الموضوع، فماذا لو أن الشركات المالكة لتطبيقات مثل Siri لم تلتزم بالمحافظة على خصوصية بيانات عملائها؟ كما أن الموضوع يتجاوز مجرد الخوف على خصوصية بيانات إلى ما هو أهم من ذلك وهي خصوصية المشاعر أي ما يسعد الإنسان وما يحزنه.

 



لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : علوم وتكنولوجيا

المصدر :

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا