لقد حققت «بوبي بروان» امبراطورية مالية ضخمة تقدر بمليار دولار، عندما ابتكرت أحمر شفاه سمي باسمها كعلامة تجارية، بعد أن قدمته «لبيرغدورف غودمان » في العام 1991. فقد تميز أحمر الشفاه هذا بقدرته على جعل النساء يشعرن بجمالهن، ويحافظن على طبيعتهن في الوقت ذاته.

وقد زينت مستحضرات التجميل التي تحمل اسمها وجوه شخصيات مهمة مثل «ميشيل أوباما » و«كاتي هولمز » و «دوقة كامبريدج » و «كيت ميديلتون »، لذلك تعد براون امرأة رائدة في مجال التجميل. كما تنتشر مستحضرات التجميل التابعة لها في 68 دولة، إذ تعتبر بمثابة سلعة أساسية في حقائب النساء بدءاً من لندن ووصولاً إلى بكين.

كما أفادت «بروان» قائلة: «عندما أسست الشركة كانت مهمتي أن أصنع أحمر شفاه يبدو تماماً كالشفاه، إذ أن غالبية مستحضرات أحمر الشفاه المنتشرة في الأسواق، تبدو اصطناعية ودهنية وذات رائحة كريهة» وأضافت: «أردت أن أصنع شيئاً يبدو طبيعياً، ويتلاءم مع لون البشرة والشفاه».

وكان جد «براون» بمثابة قدوتها الحقيقية لتأسيس عملها، حيث قالت: «لقد كبرت وأنا أراقب جدي سام وهو تاجر سيارات ناجح، إذ تعلمت منه الكثير واعتبره نموذجاً يقتدى به». كما بدأ أيضاً اهتمام «براون » بمستحضرات التجميل، عندما كانت تراقب والدتها أثناء اهتمامها بجمالها.

ولم تهم« بروان » بدراستها، حيث تركت الدراسة في جامعة أريزونا بسب اهتمامها بمستحضرات التجميل. وانطلقت إلى مدينة نيويورك الأميركية بعدما حصلت على شهادة في مادة التبرج المسرحي من كلية إيميرسون في مدينة بوسطن الأميركية. إضافة إلى ذلك عملت براون كخبيرة تجميل للعارضات اللواتي يظهرن على غلاف المجلات المشهورة مثل «نعومي كامبل».

وجاءت فكرة ابتكار أحمر الشفاه «لبراون» عندما التقت بروان خلال إحدى عروض الأزياء، بشخص يعمل في الصيدلة، فتعاونا معاً على ابتكار أحمر شفاه باسمها «بروان ليب كولور»، وذلك بعد شعورها بالإحباط بسبب النقص في مستحضرات التجميل الطبيعية التي طغت عليها مستحضرات تجميل مصطنعة ذات ألوان فاقعة، وخصوصاً في فترة الثمانينيات.

وبعد مرور أربعة أعوام، أصبحت علامة براون التجارية تنافس علامة «إيستي لوديير» التجارية في أضخم محلات مستحضرات التجميل.

علماً بأن شركة «إيستي لوديير» قامت بشراء علامة بروان التجارية، مع الاحتفاظ بكامل الحقوق الإبداعية لبروان. وتمثل منتجات براون 10% من جميع مبيعات «إيستي لوديير».

وأوضحت«براون»  أن مستحضرات التجميل لدى المرأة تعتبر أمراً مهماً، قائلة: «أعتقد أن المرأة دائماً تحتاج إلى الأمور الأساسية»، مضيفة أن «الإقبال على منتجاتها لم يتأثر بالأزمة المالية في السنوات الأخيرة».

وقالت« براون»: «المرأة لا تستطيع أن تتخلى عن التبرج الذي يعتبر ضرورياً، بعكس الأمور العصرية الأخرى».

ولم يقتصر عمل «براون »على مستحضرات التجميل، بل دخلت في شراكة مع «سافيلو»، وهي علامة تجارية إيطالية رائدة في تصميم النظارات، بالإضافة إلى تعيينها مؤخراً بمثابة محررة لصفحة الجمال الجديدة في موقع «ياهو».

ويذكر أن« بروان » كرّست طاقتها للأعمال الخيرية أيضاً. وقد بدأت حملة «جميلة وقوية للنساء والفتيات» ويذهب ريع أحد منتجاتها بنسبة 100% إلى دعم برامج تمكين المرأة المحرومة حول العالم.

ورغم أن «بروان» تبلغ من العمر 57 عاماً، إلا أنها ما زالت غير مستعدة للتخلي عن مهنتها والتقاعد.