يتعرّض عمال المناوبات للعديد من الأخطار على صحتهم بسبب طريقة عملهم غير المنتظمة من حيث الساعات، وحسب دائرة الصحة الوطنية البريطانية فإن الدراسات الحديثة تشير إلى أن عمال المناوبات يعانون من السمنة والصحة غير الجيدة، وهم أكثر عرضة لبعض الأمراض المزمنة كمرض السكري. ويعرّف عمال المناوبات: أنهم الذين يعملون خارج الوقت الطبيعي للعمل، فهم يغيرون ساعات عملهم باستمرار ولا يوجد وقت للثماني ساعات الخاصة بعملهم، وعمال المناوبات حسب الدراسات يتعطل لديهم عمل الساعة البيولوجية لجسمهم مما يؤدي إلى الإخلال بطبيعة هرمون الميلاتونين. وهرمون الميلاتونين هو هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية التي توجد في مخ الإنسان، وهو مسؤول عن تنظيم الإيقاع الحيوي عند الإنسان، وعندما يتعرض الإنسان لبيئة مظلمة فإنه يشعر بالنعاس بسبب إفراز هذا الهرمون وهو يساعده على النوم، وبالتالي فإن عمال المناوبات يضطرب لديهم إفراز هرمون الميلاتونين مما يؤدي إلى قلة النوم والشعور بالتعب المزمن. وحسب الدراسات الحديثة؛ فإن عمال المناوبات يبلغون أكثر عن سوء حالتهم الصحية ولديهم مؤشر كتلة جسم مرتفع عن غيرهم من عمال الساعات المنتظمة، ومن النتائج الأساسية والمهمة من خلال هذه الدراسات أن عمال المناوبات يتعرضون للحالات الصحية السيئة أكثر من غيرهم من عمال الساعات المنتظمة، وهم أكثر عرضة للأمراض بعد مدة زمنية طويلة. ويعتبر عمال المناوبات أكثر عرضة لزيادة كتلة الجسم لديهم وزيادة متوسط محيط الخصر من عمال الساعات المنتظمة، ولقد أظهرت الدراسات أن عمال المناوبات أكثر ميلاً للتدخين من عمال الساعات المنتظمة. إذاً لماذا يتعرض عمال المناوبات لكل هذه الأخطار؟ إن العمل بأوقات مختلفة كل يوم، يؤدي إلى تغيير مواعيد النوم التي ينام فيها عمال المناوبات، وهذا يؤدي بالضرورة إلى اضطراب ساعتهم البيولوجية مما يجعلهم يعانون من السمنة والاكتئاب ومرض السكري وحتى الإصابة بمرض القلب، لأن الجسم يتكيف بشكل بطيء مع التغيرات المفاجئة التي تحدث تغييراً في أسلوب نوم الإنسان والتغيير في الجهد الذي يبذله خلال اليوم، وهذه الاضطرابات تزداد عندما يغير عمال المناوبات وقت عملهم بشكل سريع أي بشكل يومي. وتغيير مناوبات العمل تعطل أيضاً إنتاج الأنسولين، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني أو النمط الثاني، فمن المهم أن نعرف ما الذي يمكن أن يقوم به عمال المناوبات من أجل التخفيف من وطأة ما يحدث من تغيير على صحتهم. حسب الهيئة التنفيذية البريطانية للصحة والسلامة فإن عمال المناوبات في حال كانوا يقودون سياراتهم بأنفسهم إلى مكان عملهم وبسبب احتمالية فقدان التركيز أثناء القيادة يفضل أن يستخدموا وسائل المواصلات العامة، وتحديد الساعات الأفضل لهم للنوم، وخلق بيئة نوم مناسبة لهم في المنزل كوضع الستائر ذات القماش السميك ولبس قناع للعينين خلال محاولة النوم أثناء النهار. والاستعاضة بأكل وجبات الطعام الخفيفة بدلاً من تناول وجبة واحدة ثقيلة، وبالتالي يتحوّل أسلوب الأكل إلى أسلوب أكل صحي، والتقليل من استخدام المشروبات المحتوية على الكافيين كالقهوة ومشروبات الطاقة وغيرها، فمن الممكن أن تعينهم هذه المشروبات على حل المشكلة بشكل مؤقت ولكنها تؤثر في صحتهم على المدى البعيد، ويجب على عمال المناوبات أيضاً ممارسة التمارين الرياضية لو على الأقل 30 دقيقة يومياً. ويفضل أن تكون ممارسة الرياضة قبل الذهاب إلى العمل حتى يتيقظ عامل المناوبات، وأيضاً أن يحاول توفير ضوء ساطع في المكان الذي يعمل فيه ليبقى نشيطاً، ويحاول التحدث مع زملائه في العمل حتى يبقى مستيقظاً ولا يشعر بالنعاس والكسل.