المحتوى الرئيسى

العقاب المهين والمذاكرة دونت مكس حافظوا على صحة أطفالكم النفسية

أمي وأنا صغير لم تكن تعاقبني أبداً بعنف على تقصير في الدراسة، بل أتذكر أنها في يوم طلبت مني أن أخرج قليلاً للسير وأن أترك المذاكرة لتخفف عني الضغط العصبي الذي كنت أشعر به، وكانت دائماً تضع أمامي الدوافع الإيجابية للمذاكرة، أما الآن فأرى أمهات وآباء يمثل لهم العقاب الحل الأوحد لإجبار الطفل على المذاكرة. لاحظت أن بعض أنواع العقاب يمارسها بعضهم ولو بدرجات مختلفة، وسائل العقاب هذه لا ولن تؤدي إلى نتيجة إيجابية؛ بل بالعكس ستؤدي إلى نتائج سلبية، لذا عليك عزيزي القارئ تجنبها في التعامل مع طفلك.

 الضرب

هو الوسيلة الأكثر شيوعاً في معاقبة الأطفال على تأخرهم الدراسي، وتصل فى بعض الأحيان إلى الضرب المبرح، هذا الضرب وتكراره لا يؤدى إلى أي نتائج إيجابية، بل يولد مساحة من الرفض ثم الاعتياد والتبلد لدى الطفل، وبالطبع مشاعر سلبية تعلق في ذاكرته.

 التهديد

التهديد المستمر سواء بالرحيل وتركه، أو التهديد بإخراجه من المدرسة لأنه لا يصلح، أو إرساله إلى مدرسة داخلية، كل أنواع التهديد بهذا الشكل تؤدي إلى فقدان الثقة بين الطفل وأهله، فإحساسه أنهم يمكن أن يتخلوا عنه أو يتركوه، يجعله لا يشعر بالأمان، ويكبر طفلاً خائفاً منطوياً على نفسه.

الصراخ

أحد أنواع العقاب المستخدمة من الأهل ضد الطفل المقصر وخاصة الصراخ الغاضب، والذي في الغالب يحوي مفردات مؤلمة ومهينة للطفل، ربما نظن أن الطفل سينسى ما يقال، لكن هذا لا يحدث فهذه المفردات تظل عالقة في ذاكرته، وتدفع  الطفل الخائف في محاولة إسكات الصارخ و إرضائه إلى الكذب، فإن لم ينجح سيعتاد التعرض للإهانة والصمت عليها، وهذا سيؤدي إلى خلل في نموه النفسي.

التقليل بالمقارنة مع الآخرين

أحد الوسائل المرفوضة تماماً، والتي يلجأ إليها الأهل في العقاب، معتقدين أنه سيكون دافعاً للطفل للمذاكرة أو التفوق مثل الطفل الآخر، ولكن الحقيقة أن المقارنة تؤدي به إلى فقدان الثقة بنفسه، وتولد لديه الشعور بأنه غير مرغوب به، وذلك سيدفعه للاستمرار فيما يفعل معانداً في محاولة إرضاء نفسه المقلل من شأنها.

العزل والحبس

أحد أنواع العقاب المستخدمة ضد الطفل، وهي من الوسائل الأشد قسوة من وجهة نظري، خاصة لو كان هذا الحبس في أماكن مظلمة مخيفة للطفل، فهذه الوسيلة تحطم نفسيته تماماً، وربما تؤدي مع تكرارها إلى انهيار عصبي وموجات بكائية عنيفة، وربما تسبب له هلعاً دائماً مرضياً. والحل أن نحاول باستمرار تهيئة المناخ الأمثل للطفل لكي يستذكر دروسه، أن نحاول أن نوفر له الدافع الإيجابي للتفوق، أن نعطي له الثقة المطلوبة. وإن كان هناك تقصير فلنحاول أن ندرك السبب هل هو من البيت، من المدرسة، هل من الأطفال المحيطين به ويؤثرون فيه، هل هناك سبب نفسي يدفع إلى تدخل الطبيب؟! وإن كان التقصير بسبب الدلع، فهناك وسائل عقابية يمكن أن تستخدم مثل أن يحرم مما يحب، أن يمنع من النزول، من مشاهدة التلفزيون، استخدام الحاسب. الطفل بطبيعته، وخاصة في سنه الصغيرة، متمرد باحث عن الهوية، يكوّن شخصيته تدريجياً، فلو أردنا منه شيئاً علينا إقناعه، بمخاطبة عقله، بإعطائه الحافز وتشجيعه المستمر، أن تكون لغتنا معه دائماً إيجابية، وإلا سيكون العند والرفض. الأمر صعب؟ بالطبع ولكن هل يوجد أهم من أبنائنا لبذل المجهود!


لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : الاسره والصحة

المصدر : ßÓÑÉ

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا