المحتوى الرئيسى

حالات إدمان غريبة قد تكون مصاب بأحدها دون أن تشعر

الإدمان عبارة عن سلوك مزمن ومستمر نقوم به بالرغم من عواقبه السلبية علينا أو على من حولنا، وعندما نتحدث عن الإدمان أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو إدمان المواد مثل الكحوليات والتدخين والمخدرات، ولكن لا شئ يدعو للقلق فنحن اليوم بصدد الحديث عن نوع اخر جديد من الإدمان امضى العلماء والاطباء العقود الماضيه في دراسته وهو الإدمان السلوكي، وهو في أبسط صوره يتمثل في رغبة مستميته للإنخراط في فعل أو سلوك معين. قد يتشابه الإدمان السلوكي مع إدمان المواد في بعض الخصائص مثل إفتقاد القدرة على التحكم في تصرفاتك، السلوك القهري و الإستمرار في فعل الشئ بالرغم من العواقب السلبية التي تترتب عليه. في الإدمان السلوكي نجد ان اغلب التصرفات المصحوبة بحالة الإدمان تعتبر مقبوله إجتماعياً وهو ما يجعل عملية التعرف على حالة الإدمان ومواجهتها صعبة، لدرجة أن بعضها قد يستحيل تماماً ملاحظة أنها تصرفات إدمانية، وقد تتسائل ما هو الخط الفاصل بين السلوك الطبيعي والإدماني؟ وكيف يمكننا معرفة الفرق؟ لذلك سنذكر لكم اليوم عشرة أشياء يدمنها الكثير من الناس وربما أنت أيضاً دون أن تشعر أو تدرك ذلك.

ملاحظة: سيتم الإشارة في المقال لبعض الحالات بكلمة “مدمن” في حال إنطباق هذه الحالة عليك آرجو أن لا تعتبرها إشاره مهينة بقدر ما هي وصف علمي للحالة.

إدمان العمل

work

الإخلاص في العمل من الامور الهامه ولكن تكريس معظم وقتك للعمل لا يعني بالضرورة أنك مخلص لعملك، هناك اشخاص دائماً ما يجدون سبباً للعمل حتى إن لم تدعوا الحاجه لذلك أو لم يكن ضرورياً فعقولهم مشغولة دائماً بالعمل وبالامور المتعلقة به، إدمان العمل فهو خلل أو إضطراب قهري ولا يشترط لمدمن العمل أن يكون محباً لما لعمله، بعبارة اخرى إذا كنت مدمناً للعمل فهذا جزء من شخصيتك وليست نتيجة حبك للعمل نفسه. الإدمان على العمل من الأمور العاطفية حيث لا تتعلق فقط بعدد الساعات التي تقضيها في العمل وإنما يتعلق أيضاً طريقة تفكيرك ونظرتك للعمل وبالعمليات الكيميائية التي تحدث في جسدك أثناء العمل والتي غالباً ما تكون هي سبب شعور الرغبة في الإستمرار بالعمل لديك، بعض مدمني العمل يحصلون على نشوتهم من الأدرينالين الذي يتم إطلاقه بعد التخلض من الشعور بالغجهاد والإرهاق عند الغنتهاء من العمل والبعض الأخر يحصل عليها عند الشعور بإتمام المهمة والنجاح المصاحب لها بعد عمل شاق ودؤوب. وكما يؤثر أي نوع من الإدمان على الإنسان فإدمان العمل أيضاً له تأثيره السلبي على باقي مناحي حياتك مثل علاقتك بعائلتك وأصدقائك وصحتك ونشاطاتك الاخرى وهواياتك، وبالطبع رؤسائك في العمل أو من يعود عليهم عملك بالنفع بالإضافة للمجتمع سيشجعون ما تقوم به وفي هذه الحاله عليك أن تستمع للمقربون منك بجدية.

إدمان الكافيين

coffee

في عصرنا الحالي فنجان القهوة الصباحي من الامور الطبيعية جداً التي يتفق عليها ملايين البشر حول العالم، ولكن هل مر عليك يوم ما ولم تتناول فنجان القهوة المعتاد؟ هل شعرت بالصداع؟ أو الغضب والانفعال؟ ما شعرت به في الواقع هو اعراض الإنسحاب من إدمان الكافيين، حتى إن لم يكن الفنجان الصباحي مملوءاً بالقهوة فمشروبات أخرى مثل الصودا ومشروبات الطاقة تحتوي على كمية من الكافيين كافية لجعلك مدمناً لها. السبب وراء إدمان الكافيين هو انه يخدع الدماغ ويحاكي الشعور الناتج عن إفراز هرمون adenosine الذي يحث الجسم على الإسترخاء والنوم ويعمل على تهدئة الجهاز العصبي حيث يرتبط الكافيين بمستقبلات الأدينوزين في المخ عوضاً عن الهرمون الحقيقي وبالطبع الكافيين لا يمتلك نفس تأثير الادينوزين بل يقوم بالعكس تماماً حيث يقوم بتسريع وتيرة عمل الجهاز العصبي وزيادة التركيز وكلما شربت أكثر كلما زاد إعتمادك على الكافيين لتتمكن من التركيز إنجاز المهام، الكافيين يعمل أيضاً على زيادة انتاج الدوبامين dopamine الذي يتسبب في تنشيط منطقة الإستمتاع في المخ وهذا سبب أخر لكون الكافيين مادة يدمنها الكثير من البشر. أبرز مظاهر إدمان الكافيين هي الأرق والضجر المستمر وآلام الصدر والتعب والإعياء نتيجة الأرق والتركيز لفترات طويلة بالإضافة للصداع والغثيان، وفقاً للإحصائيات أكثر من 50% من الناس الذين يتناولون مشروبات تحتوي على كافيين يشعرون بأعراض الإنسحاب عند محاولة الإقلاع عنها.

إدمان السلبية

negative

في حياتنا الكثير من الشخصيات ولكننا بلا شك لا يمكن أن نغفل عن تلك الشخصية المثبطة لعزيمتك دائماً ذلك الشخص الذي يرى نصف الكوب الفارغ في كل وقت، ويرى اي امر بشكل سلبي مهما كان إيجابياً، لقد تبيّن ان بعض الأشخاص يمكن ان يكونوا مدمنين للسلبية ووقعوا فريسه للشكوك الذاتية . هؤلاء الاشخاص يرون كل شئ بشكل سلبي وآفاقهم وتوقعاتهم دائماً كئيبة، يجدون اخطاءاً في كل شئ ولا يشعرون بالرضى أبداً وقد يسعى اولئك للمواقف السلبية التي يغلب فيها الشك والنقد لإشباع رغباتهم، هؤلاء هم من يقدمون الشكوى من المشكلة عوضاً عن محاولة حلها. كما رأينا كل سلوك او مادة يتم إدمانها تقدم للمدمن شيئاً ما في المقابل فما الذي تقدمه السلبية لمدمنيها؟، إنها الإثارة الذهنية، ادمغتنا في الواقع تتفاعل بقوة مع المحفزات السلبية أكثر من الإيجابية وبالتالي تعمل الأفكار والمشاعر السلبية على إثارة الذهن والدماغ بشكل اكبر من الأفكار الإيجابية. تلك الدفعة الذهنية المصاحبة للمشاعر السلبية هي ما يسعى مدمن السلبية خلفه، قد ينتج إدمان السلبية عن صدمات عاطفية أو خلل وظيفي تعرض له الشخص في وقت مبكر حيث تبدأ المشاعر السلبية في النمو بداخله تدريجياً إلى أن تطغى وتصبغ كل شئ يراه بصبغتها.

إدمان التمارين الرياضية

140415105821-addicted-to-exercise-story-top

التمارين الرياضية من الأنشطه والعادات الصحية التي قد لا يلومك عليها لائم وجميعنا ندرك جيداً فوائدها ولكنها مثل كل شئ قد تتحول من عادة صحية إلى إدمان خطير. بعض مدمني التمارين الرياضية قد يشعرون بأعراض الإنسحاب إذا لم يمارسوا التمارين الرياضية لمدة يوم او يومين، تتضمن هذه الأعراض الغضب والطبع الحاد، القلق،الجزع والشعور بالذنب ومعاتبة النفس. بالنسبة لمدمني التمارين الرياضية فالتمارين لها الأولوية القصوى في حياتهم حتى وإن كانت ستؤثر عليهم باي شكل من الأشكال (صحياً مثلاً)، لديهم شعور دائم بضرورة المحافظة على التمارين اليومية ويشعرون بالإجهاد والإحباط إن لم يؤدوها بشكل مناسب ومرضي وبعضهم قد لا يشعر بالرضى أبداً عن مستوى اداءه. هناك حالة نفسية شهيرة تعرف بخلل تشوه الجسم – BODY DYSMORPHIC DISORDER حيث يكون الشخص مهووساً بمظهر جسمه وشكله خاصة لو كان به بعض العيوب، في الغالب قد يكون التمارين الرياضية أحد أعراض تلك الحالة النفسية خاصة إذا كان هدف الشخص من التمارين الرياضية هو تحسين مظهر جسده فقط ولكن هذا ليس حال كل مدمني التمارين الرياضية.

إدمان التسوق

msa_logo

إدمان التسوف من الحالات التي قد لا يصعب علينا تمييزها وهي منتشرة بشكل قد لا تتصوره ولا تشعر به أيضاً، يطلق على هذه الحالة إسم oniomania وهي حالة ضارة يتعدى أثرها السئ حسابك البنكي بكثير. إذاً ما الذي نحصل عليه من التسوق “القهري” بجانب اكياس المشتريات التي لن نجد مكاناً يكفي لها في المنزل؟، إنه الشعور الجيد لا أكثر!، حيث يفرز الجسم الإندروفين الذي يحفز منطقة المتعة في الدماغ لتشعر بالسعادة ويعزز لديك الرغبة في التسوق مجدداً، وبالطبع سبب الإدمان هو أنك ترغب “لا إرادياً” في الإحساس بذلك الشعور مراراً وتكراراً عن طريق التسوق. أحد الأسباب الإضافية كما ذكرنا في حالة إدمان مشاهدة التلفاز هو التخلص من المشاعر السلبية والحزن أو الإحباط عن طريق تعويضها بالتسوق وهذا ما يعطي المعنى لجملة “العلاج بالتجزئة” أو retail therap. الان حان الوقت لنتسائل كيف نعرف عندما تتحول عادة التسوق لدينا إلى إدمان؟، أول علامة بديهية هي إذا لاحظت انك تصرف أكثر مما تسمح به ميزانيتك بالرغم من إدراكك لذلك ولكنك لا تستطيع التحكم في نفسك خاصة في مراكز التسوق والامر يتكرر مراراً وتكراراً دون ان تتمكن من وضع حد له، من العلامات الأخرى أيضاً أن مدمني التسوق دائماً ما يقنعون انفسهم أنهم بحاجة لما يقومون بشراءه حتى وإن لم يكونوا كذلك ويعمد بعضهم إلى إخفاء آثار تسوقهم عن طريق إستهلاك أو تخزين ما قاموا بشراءه أو إخفاء بيانات الدفع من حساباتهم لكي لا يراها أخرون ويشعرونهم بالذنب تجاه إنفاقهم بغير حاجه.

إدمان الأطعمة الممنوعة

Food-Allergies-640x260

إدمان الاطعمة الممنوعة من الظواهر الغريبة بالفعل ولكنها شائعة بكثرة، وعندما ننظر لها من منظور علمي فهي حالة إدمان عادية مثل أي حالة من الحالات السابقة. عندما يكون الشخص مصاباً بحساسية تجاه طعام أو شراب ما يفرز الجسم كمية من الإندروفين تتسبب في الإحساس بالسعادة والبهجة وهذه المادة هي السبب الفعلي لحالة الإدمان، كنتيجة لذلك يبدأ الشخص في البحث عن الأطعمة التي منع عنها ليجدد ذلك الإحساس والشعور بالفرح لتتحول مع الوقت إلى حالة إدمان لأنك تقوم لا شعورياً بربط الشعور بالفرح بالأطعمة التي منعت منها. أشهر الأطعمة التي ينتج عنها ذلك الشعور في حالة إصابة الشخص بحساسية تجاهها هي الشوكولاته، الصويا، منتجات الألبان والقمح.

إدمان أكل الأوساخ

Josh Eating Dirt

إشتهاء وأكل أشياء غير الطعام لا يوجد بها فائدة للجسم بل قد تضره عباره عن حالة تعرف علمياً بـ pica، يُعرف المصابون بهذه الحالة بأكلهم للطلاء، أعقاب السجائر، الورق وحتّى البراز وأشياء أخرى قد لا تتخيلها، عندما يشتهي هؤلاء الأشخاص التراب أو أي مواد أرضية أخرى مثل الفحم والطباشير والطين يتم تصنيفهم في فئة فرعية تعرف بإسم geophagia، كلا الحالتين قد يكون سببهما هو نقص مواد أساسية في جسم الشخص المصاب مثل الحديد والزنك بسبب حمية غذائية أو سوء التغذية وفي نفس الوقت من الممكن ان تكون هذه الحالة عرضاً من أعراض الإصابة بالتوحد أو التخلف العقلي أو أمراض عقلية أخرى مثل الوسواس القهري، بعض النساء يتعرضن لهذه الحالة مؤقتاً أثناء فترة الحمل وبعض الثقافات لا ترى شيئاً غير إعتيادي في مثل هذه الحالات.

مضغ واكل الثلج من أكثر صور تلك الحالة إنتشاراً وهي عادة سيئة قد تشير إلى إصابة الشخص بالأنيميا أو نقص الحديد في الدم، يتم وصف حالة الأشخاص الذين يقومون بمضغ وأكل الثلج بإستمرار بـ pagophagia كما ذكرنا لأن الماء مادة أرضية، وهي حالة منتشرة جداً في الولايات المتحدة حيث يقدر عدد المصابون بها بـ 18% من عدد السكان. أهم مرحلة لعلاج هذه الحالة هو علاج نقص الحديد في الدم ثم البدء تدريجياً في علاج سلوك الشخص المصاب.

 




لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : الاسره والصحة

المصدر :

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا