من المتوقع عبر الانتشار الكبير لمواقع التعلم الذاتي على الإنترنت، أن يؤدي ذلك إلى إتاحة �رص أكثر للتعلم لمن يبحث عنها، �بدلًا من وجود دورة واحدة، تجد أمامك عشرات من الدورات.

وعلى الرغم من هذه الحقيقة، وال�ائدة الكبيرة التي تحتويها هذه المواقع، إلا أن تنوع الاختيارات �ي بعض الأحيان يسبب مشكلة للآخرين، �يجد الشخص ن�سه عاجزًا عن تحديد الاختيار المناسب له، أو بعد ذلك يكتش� لاحقًا أنه أخطأ �ي اختيار الدورة التعليمية.

لذلك سو� نتحدث �ي هذا المقال عن كي�ية اختيارك للدورة التعليمية التي تناسبك أثناء التعلم على الإنترنت.

الخطوة الأولى: حدّد مقدار معر�تك عن موضوع التعلم

�ي الأغلب نحن نأخذ قرار التعلم بناءً على حالتين:

�ي كلتا الحالتين عليك أن تحدد مقدار معر�تك عن الموضوع محل التعلم.

مثلًا لو قررت أن تتعلم اللغة الإنجليزية، �عليك أن تدرك مستواك الحالي �ي اللغة.

تحديد مقدار المعر�ة عن الموضوع يمثل الخطوة الأولى �ي اختيار الدورة التعليمية المناسبة، �بناءً على احتياجك ستحدد مدى ملاءمة الدورة معك، سواءً كنت ترى أن مستواك يتخطى المستوى الحالي للدورة، أو أنه أقل من مستوى الدورة.

الخطوة الثانية: اختر أكثر من دورة تناسب مستواك

أؤمن أن وجود اختيارات مختل�ة يجعلنا نحصل دائمًا على أ�ضل قدر من التعلم.

�عندما تجد أنك لا تملك سوى اختيار واحد �قط، �أنت مضطر لتقبله بما �يه من مساوئ وعيوب، أما الاختيار الآخر سيكون ألا ت�عل شيئًا.

لذلك أحبّذ دائمًا عملية جمع أكثر من دورة ترى أنها تناسب مستواك حاليًا. وي�ضل أن تكون هذه الاختيارات من مواقع مختل�ة، سواءً عربية أو أجنبية.

يمكنك أن تحدد عدد دورات من 2-5، بحيث يمكنك الم�اضلة بين هذه المجموعة لتحديد اختيارك النهائي.

الخطوة الثالثة: اقرأ محتوى كل دورة

من المميزات الموجودة �ي مواقع التعلم على الإنترنت حاليًا، أن كل دورة موجودة على الموقع يمكنك الاطّلاع على محتواها قبل أن تبدأ.

غالبًا ستجد هذه المعلومات عند البدء: التعري� بالمحاضر، التعري� بالهد� من الدورة التعليمية، توضيح منهج الدورة بالكامل، توضيح الناتج المتوقع تعلمه عند الانتهاء من الدورة.

بقراءة كل هذه المعلومات، ستجد أنك تملك �كرة عامة عن الدورة، وسيكون بإمكانك تحديد إن كان محتواها هو المطلوب أو لا.

نحن ذكرنا �ي الخطوة الثانية أنك تحدد عدد معين من الدورات، ومن خلال قراءة المحتوى سو� يمكنك أن ت�عل ذلك. وإن كنت قد اخترت مجموعة من الدورات بال�عل، �هنا سيصبح بإمكانك التأكد من اختياراتك، إن كانت سليمة أو تحتاج إلى عملية تعديل.

الخطوة الرابعة: �اضل بين الاختيارات

الآن أنت تعر� مستواك الحالي بالتحديد، وقمت باختيار مجموعة من الدورات التي تناسبك. تعتبر هذه هي النقطة الرئيسية �ي عملية الم�اضلة بين الاختيارات، لكن هناك نقاط أخرى بسيطة.

نحن ذكرنا �ي الخطوة الأولى أننا نكون مد�وعين بالرغبة �ي التعلم، ربما ب�عل احتياج حالي نسعى إلى التعامل معه، وقد يكون هناك توقيت معين لعملية التعلم.

مثلًا تحتاج إلى دورة معينة �ي اللغة الإنجليزية تنتهي بعد شهر بحد أقصى، لأن هناك مقابلة شخصية سو� تخضع لها، وتحتاج إلى اللغة �ي هذه المقابلة.

�يكون معيار مدة الدورة جزء من عملية الم�اضلة �ي الاختيار.

وقد تكون هناك معايير أخرى مثل: اللغة المستخدمة �ي الدورة، مدى ك�اءة المحاضر بقراءة السيرة الذاتية الخاصة به، وأيضًا التدريبات التابعة للدورة.

الخطوة الخامسة: قم بتحديد الاختيار النهائي

يجب أن تخضع عملية الاختيار والم�اضلة إلى معايير محددة، بحيث يمكنك �ي النهاية أن تختار الدورة الأ�ضل، وأنت متأكد من أنك قمت بالاختيار السليم.

لذلك بعد أن تضع هذه المعايير، وأن تبحث مدى ملاءمة الدورة للمعايير الخاصة بك، ستجد �ي النهاية أنك تحصل على ترتيب للدورات من حيث الأ�ضلية.

لكنني أنصحك أن تقوم بتجربة الدرس الأول من الدورات الثلاثة الأولى؛ بحيث تعر� أكثر إن كان اختيارك صحيح أو لا.

وبعد الانتهاء من الدرس، يمكنك أن تتابع �ي الدورة التي ترى أنها الاختيار الأمثل لك.

�ي بعض الأحيان، وبناءً على قدراتك ووقتك بالطبع، قد يكون اختيارك النهائي هو المتابعة �ي دورتين.

الأهم دائمًا بالنسبة لك هو الجودة التي تحصل عليها من الدورة، وأن تكملها للنهاية، سواءً دورة واحدة أو أكثر. �المهم هو أن تتأكد من أنك قمت باختيار الدورة التعليمية التي تناسبك.