المحتوى الرئيسى

يمكن تناول الطعام إذا سقط على الأرض قاعدة الـ5 ثوانٍ صحيحة

هل دائمًا ما يسقط منك طعام على الأرض، شريحة شيبسي أو حبة سكاكر أو قطعة من الفاكهة؟ ماذا يفعل أطفالك في هذه الحالة؟ غالبيتهم يسارعون بالتقاط ما سقط وتناوله مباشرة، وعادة ما يصاحب هذا توبيخ منك لهم، ووعيد إذا ما كرروا فعلتهم هذه.

حسنًا، يبدو أن الأمر ليس بهذا السوء الذي كنت تعتقده، فقد ذكر أحد العلماء أن المواد الغذائية التي تسقط على الأرض هي عادة ما تكون آمنة للأكل، وذلك في إطار ما يسمى بـ«قاعدة الخمس ثوانٍ»، وقال خبير الجراثيم أنطوني هيلتون، البروفيسور من جامعة أستون، أنه على الرغم من أن عملية استرجاع هذا الطعام أو الفتات من الأرض لا يمكن أن يمر دائمًا دون وجود مخاطر، إلا أنه لا يوجد سوى القليل لنقلق بشأنه إذا ما سقط الطعام على الأرض لمدة لحظات قليلة لا أكثر.

عرض للثواني الخمسة

وسيقوم هيلتون بعرض تقديمي لإظهار كيفية عمل قاعدة الخمس ثوانٍ في معرض الانفجار الكبير «The Big Bang Fair»، وهو احتفالية خاصة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) مخصص للشباب، والذي افتتح أعماله يوم الأربعاء 15 مارس (آذار) 2017 في مقر اللجنة الوطنية للانتخابات بمدينة برمنغهام في المملكة المتحدة.

وقال هيلتون إن «الأكل من الطعام الذي قضى بضع لحظات على الأرض لا يمكن أبدًا أن يكون خاليًا من المخاطر بشكل كامل»، وأضاف أنه من المؤكد أن الطعام المغطى بالأوساخ الظاهرة للعين لا ينبغي أن يؤكل في أي حال من الأحوال، ولكن طالما أن الطعام الذي سقط على الأرض ليس ملوثًا أو متسخًا في ظاهره، فإن العلم يقول إن هذا الغذاء من غير المرجح أن يكون قد التقط البكتيريا الضارة خلال بضع ثوانٍ لامس فيها الأرض.

وأوضح أن هذا الأمر لا يعني أن الجراثيم لا يمكن أن تنتقل من الأرض إلى الطعام، «وقد أظهرت أبحاثنا أن طبيعة سطح الأرض، ونوع المواد الغذائية التي سقطت على الأرض، ومدى طول الوقت الذي ظل فيه الطعام ملامسًا للأرض يمكن أن يكون لها تأثير في عدد الجراثيم التي تنتقل إلى الطعام».

يكون الأمر أكثر سوءًا إذا ما جرى تناول الطعام الذي سقط على أسطح ملساء مثل البلاط، أكثر من تناول الطعام الذي سقط على السجاد، وذلك لأن كمية الجراثيم التي تنتقل من الأسطح الملساء تكون أكبر نتيجة زيادة السطح المعرض من الطعام لها.

أيضًا، إذا ما كان هناك طعام لزج، مثل المربى أو الآيس كريم، فإنه سيلتقط بالتأكيد المزيد من الأوساخ.

ويأتي ذلك فيما وجدت دراسة استقصائية أجريت على 2000 شخص أن 79% من الناس اعترفوا بتناولهم الطعام الذي كان قد سقط على الأرض، وقال بول جاكسون، الرئيس التنفيذي لـ«EngineeringUK»، وهي الشركة المسؤولة عن تنظيم معرض الانفجار الكبير، إن هذا مثال بسيط لكيفية تواجد العلم في حياتنا اليومية بشكل دائم.

وأضاف: «من اختبار مدى سلامة الغذاء إلى اختراع الطعام والشراب الجديد، فإن الحدود المتعلقة بكيفية إمكانية تطبيق العلوم والهندسة هي بلا نهاية».

قاعدة الثواني الخمسة

وقاعدة الثواني الخمسة هي مفهوم للصحة الغذائية موجود ومنتشر في الدول الغربية، والتي تنص على أن هناك فترة سماح مدتها خمس ثوانٍ لالتقاط الطعام (أو في بعض الأحيان السكاكين) بعد أن يجري سقوطها على الأرض وتعرضها للملوثات، ويؤمن البعض بالفعل بهذه القاعدة بإصرار شديد، في حين أن معظم الناس يستخدمون ويوظفون هذه القاعدة باعتبارها خيالًا اجتماعيًّا مسليًّا، والتي تسمح لهم أن يأكلوا أي طعام يسقط منهم على الأرض، على الرغم من التحفظات المحتملة من أقرانهم.

ويعتمد نوع البكتيريا التي ستلتقطها قطعة الغذاء الساقطة على الأرض وعددها على عوامل كثيرة، من بينها نوعية الطعام، أو كون الأرضية جافة أم رطبة. ويبدو أن هناك إجماعًا علميًّا على صحة ودقة هذه القاعدة.

يذكر أن الوقت الذي ظهرت فيه هذه القاعدة لأول مرة غير واضح. وقد تلقت قاعدة الخمس ثوانٍ بعضًا من اهتمام العلماء. وجرى دراستها على أنها توصية من توصيات الصحة العامة، بالإضافة إلى كونها سلوكًا له تأثير اجتماعي واضح.

في عام 2003، وجدت جيليان كلارك، من جامعة إلينوي في مدينة أوربانا شامبين، في استطلاع أن 56% من الرجال و70% من النساء الذين شملتهم الدراسة كانوا على دراية بقاعدة الخمس ثوانٍ، ويستخدمونها في حياتهم بالفعل، وتمكنت في دراستها من تحديد مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تتلوث سريعًا حتى بعد تعرضها فترة وجيزة لسطح معين ملوث ببكتيريا إيشيريشيا كولاي.

من ناحية أخرى، وجدت كلارك أنه لا يوجد دليل ملموس على حدوث التلوث من الأرضيات العامة خلال فترة الخمس ثوانٍ، ومن أجل العمل على تأكيد هذا الاستنتاج،  تلقت كلارك جائزة نوبل أي جي عام 2004 في مجال الصحة العامة.

وكانت هناك دراسة أكثر شمولًا جرت في عام 2006 باستخدام بكتيريا السالمونيلا على الخشب والبلاط والسجاد والنايلون، ووجد الباحثون أن البكتيريا كانت قادرة على الازدهار في ظل ظروف جافة حتى بعد 28 يومًا، وجرت عملية اختبار بعد مرور ثمانية ساعات على حدوث تعرض الطعام إلى الأسطح الملوثة بالسالمونيلا، ليلاحظ الباحثون أنه كانت ما تزال البكتيريا قادرة على تلويث الخبز خلال فترة زمنية أقل من خمس ثوانٍ.

لكن الاتصال بين الطعام والأسطح لمدة دقيقة كاملة زاد من كمية التلوث بمقدار عشرة أضعاف (وخاصة أسطح البلاط والسجاد)، وأوضح الباحثون في جامعة روتجرز أيضًا مدى زيف وعدم دقة هذه القاعدة، من خلال إسقاط مكعبات البطيخ، وجيلي فراولة هاريبو، والخبز الأبيض العادي، والخبز بالزبدة من ارتفاع خمس بوصات على الأرض.

وكانت الأسطح المختارة ملوثة ببكتيريا إنتيروباكتر إيروجينز، وكانت الأسطح المستخدمة هي السجاد وبلاط السيراميك والفولاذ المقاوم للصدأ والخشب، وقد ترك الطعام على الأسطح لفترات من 5 و30 و300 ثانية. ثم قام العلماء بحساب وتقدير كمية البكتيريا التي انتقلت بين السطح والطعام.

ولأن البكتيريا تميل إلى الانجذاب نحو الرطوبة، كان الغذاء الرطب معرضًا للمزيد من مخاطر وصول كميات أكبر من البكتيريا أكثر من الأغذية الجافة، ولدهشة الباحثين، لاحظ الباحثون أن السجاد تسبب في نقل البكتيريا أقل من الصلب أو البلاط، بينما كان من الصعب حساب الوضع بالنسبة للسطح الخشبي بدقة.

وقال دونالد شافنير، عالم الأحياء بجامعة روتجرز ومؤلف هذه الدراسة في بيان لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، «إن قاعدة الخمس ثوانٍ هي تبسيط كبير لما يحدث بالفعل عندما تنتقل البكتيريا من سطح ما إلى الغذاء»، مضيفًا أن البكتيريا يمكنها إحداث تلوث على الفور.



لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : الاسره والصحة

المصدر : ÓÇÓÉ ÈæÓÊ

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا