ما هو سر الخاتم الذي يحمل لفظ الجلالة بـ الخط الكوفي
أثار اكتشاف خاتم أثري منقوش عليه باللغة العربية لفظ الجلالة “الله”، في منطقة البركة في السويد، فضول الجميع حول كيفية وصول هذا الخاتم إلى هناك، وقد نشرت الصحف الأجنبية سيلاً من التوقعات والتكهنات لخبراء الآثار حول قصة هذا الخاتم.
اكتُشف الخاتم في مقبرة يرجع تاريخها إلى عام 850 ميلادية لسيدة من عصر الفايكينغ الإسكندنافيين، وقد استخدم الخط الكوفي في نقش كلمة “الله” على الخاتم، وهو الخط الرسمي المتداول في دولة الخلافة العباسية، وهو ما عزز كل الروايات التي كانت تراهن على وجود علاقة بين الفايكينغ ودولة الخلافة العباسية.
تعتبر جزيرة بركة التي تبعد عن العاصمة السويدية ستوكهولم مسافة 30 كلم، مركزاً تجارياً رئيسياً في عصر الفايكينغ الإسكندنافيين، ومنها انطلقت رحلات الفايكينغ البحرية بعيدة المدى والتي كانت تتجه غرباً لخوض الحروب واستعراض القوى، بينما اتجهت شرقاً بغرض التجارة.
سلسلة من الأسئلة والتكهنات خلفها هذا الاكتشاف حول كيفية وصول الخاتم العربي العباسي إلى يد هذه السيدة، هل هي أصلاً سيدة عربية أو مسلمة، هل نشأت هناك ثم انتقلت إلى السويد، وكيف ولماذا انتقلت؟ هل انتقل الخاتم عن طريق التجارة أم سرقه الفايكينغ من العرب.
اتفق المؤرخون والباحثون على أنه لا أحد يستطيع أن يجزم بحقيقة قصة هذه السيدة ولا السر وراء خاتمها، وربما لن يعرف أحد هذه الحقيقة أبداً، إلا أنهم وضحوا بعد تحليل مكثف للخاتم ودراسته أن صناعته تعود إلى الفترة بين القرن الـ 8 الميلادي والقرن الـ 10 الميلادي، وأنه مصنوع من الفضة، وأن الحجر المنقوش عليه لفظ الجلالة “الله” ما هو إلا زجاج ملون ممتاز الصنع.
وأشار الباحثون إلى ولع الفايكينغ بالفضة دون الذهب، مع التأكيد على عدم معرفتهم لصناعة الزجاج التي كانت منتشرة في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما أكد ذلك ما نشره موقع ScienceNordic في يوليو 2013 حول وثيقة عربية ترجع إلى العصر العباسي، كتبها أحد أحمد فضل الله أحد مبعوثي الخليفة العباسي بعد لقائه بالفايكينغ الإسكندنافيين، واصفاً إياهم بأنهم يتميزون بالوسامة الشديدة، ولكنهم أقذر شعوب الأرض على الإطلاق -حسب وصفه- حيث قال: “إنهم لا يستحمون، ولا يتطهرون بعد قضاء حاجاتهم ولا بعد الجماع، حتى إنهم لا يغسلون أيديهم بعد تناول الطعام”.
المخطوطة بما تحويه تؤكد وجود علاقات تجارية بين المسلمين في العصر العباسي، ويبقى الخاتم العباسي هو القطعة الأثرية الوحيدة التي تحوي نقوشاً عربية في متحف التاريخ السويدي في ستوكهولم، على الرغم من وجود مقتنيات عربية أثرية أخرى هناك.
يمكنك متابعة التغطية العالمية للخبر من هنا:
The Washington Post
Discovery
The Daily Mail
القسم : غرائب وطرائف
اضف تعليق