اعلانات مصر واعلاناتهم: الفارق بين الجمال والفوضى
إعلانات “الأوت دور” أو إعلانات الشارع، أصبحت جزءاً مهماً من الحملات الإعلانية لكل الشركات، وصارت أيضاً جزءاً من الدعاية للأعمال الفنية تلفزيونية كانت أو سينمائية، فلا يكاد يخلو شارع أو “كوبري” في مدن العالم من إعلان يحاول أن يدفعك إلى شراء منتج ما.
ولكن في قاهرة المعز، صارت اعلانات الشارع فوضى عارمة، وليس فيها أي رؤية جمالية أو فنية لتنظيم هذه الإعلانات، فتجد على طول الطرق و”الكباري” إعلانات وفوق العمارات إعلانات، هذا حجم وذاك حجم آخر، فوضى لونية وافتقار للذوق وحتى لمعايير السلامة.
نموذج لأحد اعلانات الشارع المصري
كل يحاول أن يجذب نظرك إلى منتجه حتى لو تسبب الأمر في حوادث مرورية أو تشويه شكل المدينة، بلا رقابة أو محاسبة أو آلية لضبط المعايير.
إن الإعلانات في العالم كله فن يعتمد على معايير حقيقية، ولا يتم بعشوائية كما يحدث عندنا، الغرض منه أن يجذبك ولكن بشكل فني راقٍ، أن يبهرك بجمال الإعلان قبل أن يبهرك بجمال المنتج، وهو ما لا يحدث في قاهرة المعز.
فمن اعلانات الترشح للانتخابات، أو الدعاية لبرنامج ديني أو برنامج توك شو، إلى اعلانات مسلسل ضخم و”يمكن يخبط في وشك من سرعته”.
وكالات الدعاية والإعلان تسعى بكل جهدها إلى تأجير كل وأي مساحة فارغة، سواء على أعمدة الإنارة أو فوق أسطح البيوت، وكلما زاد علو المكان زاد السعر، وكلما كان أكثر اقتراباً من إحدى إشارات المرور كان أفضل، شاشات إلكترونية أو إعلانات مطبوعة أو حتى مجسمة، بلا ذوق أو فن.
الغريب أن الشركات الكبرى في العالم خارج قاهرتنا لا تفعل ذلك، بل تحاول صناعة إعلان مبهر رائع، بحيث يصبح هو في حد ذاته متعة للناظر.
وهذه إحدى الدعايات لمطعم الوجبات الشهيرة ماكدونالز، مرسوم على أرض أحد الشوارع، وتحديداً على أسفلت إحدى إشارات عبور المشاة، لوحة فنية مرسومة على الأرض بلا أي ابتذال، حيث تحوّلت أصابع البطاطس إلى علامات العبور على الأرض.
وهذه واحدة من دعايات شركة كوكاكولا العالمية، نموذج كبير لزجاجة كوكاكولا فوق إحدى العمائر، تحفة فنية مجسمة.
وهذه رسمة على أرض أحد السلالم المتحركة للدعاية للفيلم الكارتوني عائلة سمبسون، وفيها يحاول سمبسون التهام أكبر كم من قطع الدوناتس الشهية.
وهذه أيضاً إحدى وسائل الدعاية لفيلم سوبرمان على باب أحد المصاعد التى رسم عليها يد سوبرمان الشهيرة وكأنه يخلع عنه قميصه مع فتح باب المصعد، ليظهر شعار سوبرمان الشهير داخل المصعد.
الإبداع في الابتكار، في الأفكار، وليس في الكم.
ونرى هنا هذا المقعد في أحد الشوارع، يمثل قالب شيكولاتة كيت كات الشهير، هو نوع من أنواع الخدمة للجمهور الذي يمكن أن يجلس عليه، وفي الوقت نفسه هي دعاية راقية للمنتج من دون أي ابتذال، ولكن لا تحاول أن تجرب وتتذوقه.
هل من الممكن في وقت ما أن نرى القاهرة هكذا؟!
هل من الممكن أن تتخلص من فوضى إعلانات الشارع، وتصبح لها قواعد تحافظ على الشكل الحضاري للمدينة القديمة، تحافظ على الجمال، وتكون أكثر أمناً للمواطن السائر أو الراكب.
أتمنى!!
القسم : غرائب وطرائف
اضف تعليق