عندما نكره بعضنا بعضاً ونكره الأشياء التي حولنا من أطعمة ومدن وأماكن تنتقل الكراهية وتتكاثر وتتعب نفسيتنا ونفسية من حولنا، فلماذا لا نوقف مشاعر الكراهية؟! وننشر المحبة والألفة. وإن كان هناك أشياء لا تعجبنا يكفي أن نتجاهلها ولا نحمل في قلوبنا عليها كرهاً. فقد قال الشاعر جون كيتس: "الحب استمرارية ونقاء، والكراهية موت وشقاء".

الكراهية تنتقل من شخص إلى آخر

Pixabayلا شك أنك عندما تكره شخصاً فإنه سيكرهك، والشخص الذي يكرهك تكرهه والدتك، والشخص الذي تكرهه والدتك سيكرهه والدك، ولا تنتهي عملية الكراهية فتتنقل وتستمر ويتوارثها الأجيال. وهذا ينطبق أيضاً على كرهك لمدينة معينة، فعندما تكره الذهاب إليها ربما سيرث أهلك مشاعرك وسيكرهون هذه المدينة معك.العجيب في الأمر أن الجمادات حتى تنتقل إليها مشاعر الكراهية؛ فأنت عندما تكره أن تصنع طعام الغداء لن تستطيع أن تجعله لذيذاً كما لو صنعته بحب وطيبة نفس، فالقلب كجهاز لا سلكي يتزامن مع الأشياء حينما يلمسها، ينقل مشاعره لها بصدق، فمهما حاولت أن تزين الطعام إن لم تصنعه بحب فلن يكون لذيذاً.

عندما تكره يتأذى قلبك

Pixabayأسوأ ما في مشاعر الكره لديك هو شعورك بأنك تكره أن تكره، أي تكره حقيقة أن هناك كراهية في قلبك، وتريد بكل الطرق أن توقف مشاعر الكراهية في قلبك والتي تؤذيك، تتمنى لو أن تتجاهل الأمر وتعيش بسلام واستقرار، وتتمنى لو أن كل أمر تكرهه يتحول إلى شيء غريب بالنسبة إليك، ولا تهتم به وتتجاهله. أعلم تلك المشاعر جيداً فإنها حقاً تسبب الاختناق، فلتضع لها حداً.

ما الذي يمكنك القيام به لوقف شعور الكراهية في قلبك؟

Pixabayاعترافك بالكلمة المكتوبة في الصورة: "لا للكراهية" يعني أنك ترغب في أن تنزع الكراهية من قلبك، وهذه الخطوة الأولى نحو التخلّص منها. وبعد ذلك ركّز على الأشياء التي تحبها، دع قلبك يتعلق بها وانشغل بها؛ فعندما تنشغل بأمر تحبه لا تهتم لأي أمر آخر، وتشعر بلا مبالاة بما يحدث حولك، وكما قال الشاعر محمود درويش: "في اللامبالاة فلسفة، إنها صفة من صفات الأمل".