خرافات وأغاني ومواقف ضاحكة وأخبار وغرائب ومبارايات ومحاضرات وتجارب، أكثر من 300 مليون إنسان يشاهده يومياً…

«يوتيوب» ذاكرة الشعوب.. تخيّل أنك تشاهد أول درس لأرسطو بين تلاميذه في اليونان، أو شهادة شهود عيان معركة طروادة، تخيّل أنك تشاهد طريقة طهو خروف في الصحراء العربية قبل الهجرة، أو تسمع أشعاراً من المتنبي، تخيّل أنك تستطيع مشاهدة ملابس الرومان وطريقة حديثهم، أو مراسم الزواج عند الفراعنة أو الهنود، أو طقوس الصلاة في المعابد الفارسية.

اليوتيوب حياة البراح

بعد 100 عام سيستخدم المؤرخون اليويتوب الذي سيعتبر بمثابة حفريات يكتشف من خلالها كل ما كان يستخدمه الإنسان؛ بدءاً بأدوات الطهي والإكسوارات، وصولاً إلى تكنولوجيا الصعود إلى الفضاء، بالإضافة إلى توثيق الأحداث المفصلية في التاريخ.

كفكرة خرجت من ثلاثة موظفين شباب من جنسيات مختلفة يعملون في شركة «باي بال» الأميركية، وتم تأسيس الموقع في 2005، ليعرض مقاطع فيديو للهواة، وبعد سنة اشترته شركة جوجل بـ1.65 مليار دولار.

إذا كانت لديك شبكة أنترنت جيدة؛ يمكن أن يسحبك موقع اليوتيوب إلى عالم تجد فيه كل ما تحب أن تشاهده، فحسب آخر إحصائيات الموقع، هناك 6 مليارات ساعة يشاهدها البشر في الشهر، فيما يتم تحميل 100 ساعة يومياً على الموقع من مختلف أنحاء العالم.

شاهد أول فيديو على «يوتيوب» عام 2005

نافذة المواهب

طاولة وكرسي وكاميرا وغرفة، هذا ما كان باسم يوسف يحتاجه ليتحوّل بعد 4 سنوات إلى أشهر مذيع ساخر في مصر والوطن العربي..

باسم.. طبيب مصري كان يعمل في أميركا في شركة تهتم بتكنولوجيا زراعة القلب، ومن خلال «يوتيوب» قدّم باسم حلقات ساخرة عقب الثورة المصرية مباشرة تحت اسم «باسم يوسف شو»، وانتقل باسم إلى 3 قنوات كبرى وتحصّل على أكبر مرتب سنوي بين المذيعين، وكان يشاهده ملايين العرب في العالم كل جمعة.

شاهد أول حلقة لباسم يوسف

كذلك الأمر مع المطرب الأميركي «جستن بيبر» مغني البوب الذي كانت بدايته بنشر أغانيه على اليويتوب عام 2009، وأصبح الآن من أشهر المطربين في العالم.

ولم يحلم المطرب «ساي» الذي يعيش في كوريا الجنوبية أن يشاهد أغنيته «جانجام ستايل» أكثر من ملياريْ إنسان حتى الآن.

شاهد أغنية «جانجام ستايل»

كم فقدنا من متعة لم يسجّلها التاريخ ولم نشاهدها، كم موهبة ظهرت وانتهت ولم يعرف عنها سوى مجتمع ضيّق جداً ولم يذكرها التاريخ.