المحتوى الرئيسى

البارون 100 عام من الغموض

اعتاد «البارون إمبان» السفر خارج بلده بلجيكا للعمل، فقد كان يعمل مهندس طرق وسكك حديدية، وأنشأ عدداً من السكك الحديدية في إنجلترا وفرنسا وغيرها من الدول، وفي إحدى المرات قرّر «البارون» السفر إلى الهند وأنشأ هناك أكبر خط سكك حديدية، وأثناء إقامته في الهند أصيب بمرض نادر، فقام الهنود بمعالجته بالطرق البدائية حتى شفي تماماً، ووعدهم ببناء قصر على الطراز الهندي في أول بلد يزورها بعد الهند عرفاناً منه بالجميل.

في بداية القرن الماضي وصل «البارون» إلى مصر قادماً من الهند، ويبدو أن البلد أعجبته كثيراً فوقع اتفاقاً مع الحكومة المصرية لبناء مدينة جديدة في الصحراء، آنذاك، في منطقة شرق القاهرة «مصر الجديدة حاليا»، ووعدت الحكومة بإدخال المرافق إلى تلك المنطقة، وأنشأ البارون شركة نعرفها حاليا بـ«شركة مصر الجديدة للإسكان»، وما يقرب من 92 عقاراً وخط سكك حديدية المعروف «بـ ترام مصر الجديدة»، وبالفعل أقام مدينة مكتملة فيما يشبه «الكومباوند» حالياً.

في العام نفسه سافر البارون إلى فرنسا لحضور معرض للهندسة، وهناك التقى «ألكسندر مارسيل» المهندس الفرنسي العظيم، وبحوزته تصميمات لقصر فريد من نوعه وضعها خصيصاً لمليونير بلجيكي آخر، فاتفق البارون مع ألكسندر على دفع ثمن أكبر له حتى يحصل على تصميم القصر مع إدخال بعض التعديلات عليه ليصبح شبيها للطراز الهندي، وبالفعل عاد «البارون» إلى مصر لينفذ بناء القصر في مدينته الجديدة.

استغرق بناء القصر، المعروف بقصر البارون، ما يقرب من 4 سنوات، حتى اكتمل بناؤه عام 1911 طبقاً لأحمد حسن، المرشد السياحي والباحث الأثري.

شُيد القصر على مساحة 12,5 ألف متر، جامعاً بين الطراز الأوروبي والهندي، وتحتوي واجهة القصر على بلكونة و3 شبابيك عليها تماثيل هندية وبوذية، ويتألف القصر من طابقين يضم 6 غرف، الطابق الأول عبارة عن استقبال وغرفتين، والطابق الثاني عبارة عن 4 غرف، والأرضيات عبارة عن خشب باركية ورخام أصلي إيطالي، وزجاج القصر بلجيكي أصلي، والقصر من الداخل والخارج يضم عدداً كبيراً جداً من التماثيل الهندية للإله بوذا والفيلة الهندية والعاج والتنين الأسطوري، وأسفل القصر يوجد المطبخ وغرف الخدم.

ويؤكد «حسن» وجود خندق تحت القصر يصل إلى الكنيسة البازيليكية، كما يوجد برج أعلى القصر على الجانب الأيسر عبارة عن 4 طوابق يربطها سلم حلزوني.

ويضيف حسن «البرج صمم على قاعدة تدور مع الشمس منذ شروقها حتى الغروب، بمعنى أن البرج بيلف مع الشمس لضمان دخول الشمس إلى القصر طوال النهار»، ويؤكد حسن أن القصر حالته جيدة حتى الآن، رغم أن أثاث القصر اختفى ولم يعرف مكانه، ما عدا ساعة أثرية ليس لها مثيل إلا في قصر باكنجهام بإنجلترا ظلت موجودة حتى الآن، مشيرا إلى أن البارون ليس له أبناء فأحفاد شقيقه هم الورثة الوحيدون وطالبوا بالقصر عندما كان إبراهيم سليمان وزيرا للإسكان وحصل منهم على عقد بيع القصر، وفي عام 1998 وضعت وزارة الآثار يدها على القصر وأصبح تابعاً لها، حتى ظهر تاجر مصري وأكد أنه اشترى القصر من ورثة البارون، ثم توقف الحديث عن ذلك الموضوع.. وبعد الثورة -حسب حسن- ظهر التاجر مرة أخرى مطالباً بالقصر، حتى انتشرت شائعة بيع القصر مؤخراً في مزاد علني بـ6 ملايين جنيه، وتم نفي الشائعة والتأكيد على أن ما بيع هو عقار آخر مملوك لـ البارون من أصل 92 عقار ملك له.

ويكمل حسن، أن البارون عاش في القصر هو وشقيقته بعد اكتمال بنائه، وفي إحدى الأيام كان يرتشف قهوته في شرفة القصر، وصعدت شقيقته إلى البرج وانحشرت بين السلم الحلزوني أثناء دوران البرج، وظلت تنادي على البارون؛ لكنه لم يستجب لها حتى رشف آخر رشفة قهوة من فنجانه، وعندما صعد البرج كانت شقيقته قد فارقت الحياة، – يستطرد حسن- الحادثة كانت بفعل فاعل، لكن لم يعرف من هو الفاعل.

ظل الشعور بالذنب يقتل البارون، حتى قرر التخلص منه عن طريق جلسة تحضير أرواح، -يقول حسن- «عهد البارون لمحضري أرواح بتحضير روح أخته داخل القصر، وحضرت الروح وظل يتحدث معها ويعتذر لها، ونشب خلاف بينهما، وفي نهاية الجلسة تصالحت الروح مع شقيقها، وظل البارون مقيماً في القصر حتى مات ودفن في الكنيسة البازيليكية».

بعد وفاة البارون عام 1929، بدأت الناس تسمع أصوات البارون وشقيقته صادرة من القصر، كما ترى أنوار القصر تضاء وتغلق، وأصوات تكسير وحرائق -حسب حسن- «تسمع تلك الأصوات حتى الآن لكن على فترات متباعدة، ويعتقد السكان المجاورون للقصر أن روح شقيقة البارون تظهر داخل القصر وتتحدث مع شقيقها، وفي إحدى المرات تم الإبلاغ عن نشوب حريق داخل القصر وذهبت المطافي لإطفائه، وخمدت النيران فجأة دون معرفة كيف نشبت وكيف أطفئت».

القصص والحكايات المنسوجة حول القصر كثيرة جداً، لكن المؤكد كما يقول حسن، بأن القصر لم يفتح منذ وفاة البارون إلا مرات نادرة أولها عام 1961 لجرد محتويات القصر وفرض الحراسة بعد وفاته، والمرة الثانية بشكل غير رسمي أثناء الحادثة المعروفة بـ«عبدة الشيطان» عام 1997، مشيراً إلى إن الحفلات التي كان يقيمها المسؤولون في الدولة في السنوات الماضية كانت في حديقة القصر وليس داخله، ومازال الغموض يحيط بقصر البارون؛ رغم مرور ما يقرب من 100 عام على بداية سماع أصوات الأرواح داخل القصر المسكون.



لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : غرائب وطرائف

المصدر : ßÓÑÉ

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا