ذكر موقع International Business Times أن العالم مقبل على أزمة جديدة، أزمة متعلقة أيضاً بالموارد، أو بتعريÙ� أدقّ، أزمة متعلقة بواحد من مصادر الطاقة الهامة، سمّاها: “أزمة الشوكولاتة”. وÙ�ÙŠ تÙ�اصيل الخبر، ذكر الموقع Ù†Ù�سه، أن الكاكاو سينÙ�د تماماً من العالم Ù�ÙŠ غضون أقل من عشر سنوات.

لطالما ارتبط الكاكاو بشكل خاص والشوكولاتة عموماً، بصورة غير واضحة من صور الاستبداد، حيث إن كبريات الشركات المنتجة لهذه المعشوقة السمراء، تعتمد على مزارع �ي أ�ريقيا تقوم باستملاك واستعباد أ�راد وأط�ال أ�ارقة من أجل إنتاج كميات هائلة من الكاكاو، لت�سخر تحت أ�خم الماركات العالمية الخاصة بالشوكولاتة، التي كثيراً ما ترتبط بطبقات المجتمع العليا، بوص�ها منتجاً أساسياً �ي مجال صناعة المزاج اليومي الصباحي، وكلّنا يعر� أنها تباع أحياناً بأثمان باهظة.

المصدر: wikipedia

وحسب بلومبرغ، �إن استهلاك العالم من الكاكاو خلال العام الماضي، تجاوز إنتاج المزارعين بـ 70 أل� طن، وو�قاً لحسابات وإحصائيات أعلنت عنها واشنطن بوست، �إن نسبة العجز المستمر ستصل إلى مليوني طن بحلول عام 2030، حيث أ�نتجت 4 ملايين طن �قط خلال العامين الماضيين، حسب منظمة الكاكاو العالمية.

المصدر: wikipedia

قد يستخ�ّ أحدهم بهذا الطرح، وقد يعتبر آخر أن التأمل �ي حقائق كهذه مجرّد تر� �كري وسط ما يعيشه العالم من ظرو� وتهديدات على كا�ة الصعد، ولكن قلّة ستلت�ت إلى أن هذه المشكلة أمرٌ جوهري، لو أمكننا حلّه لحللنا جزءاً لا بأس به من مشاكل العالم.

على عشاق الشوكولاتة أن يتحركوا، أن يشمّروا على أذرعتهم، ويبدأوا العمل الجاد، بالعقول والسواعد، عليهم أن ينقذوا جيش الكاكاو الذي بدأ يتهاوى، وقدم خدمةً مشرّ�ة على مرّ القرون المنصرمة، على أولئك الذين يمنحون صباحاتهم الكسولة ل�نجان القهوة الذي تنام على صحنه قطعة شوكولاتة كط�لة ستن�جر عمّا قليل ضحكت�ها عن عناقيد �رح� وبهجة تملأ المكان، أن يتحركوا لا لإنقاذ الرجل المنهك �ي مزارع أ�ريقيا، بل -على الأقل- لإنقاذ أمزجتهم التي ستتعكّر إذا ما ق�تلت معشوقتهم �ي الأدغال البعيدة ب�عيد انهزام الجيش الأسمر التَع�ب.

عليهم –وأنا واحد منهم- أن يأخذوا الأمر على نحو عاط�يّ تماماً، �المرأة التي ضحّت من أجلهم سنوات طوال بن�سها لتمنحهم الد�ء وتحميهم من أمراض� عدة ستموت عمّا قليل إن لم تجد رجالها ومريداتها من النساء بالمرصاد لما يتهددها من أخطار، نعم لقد ضحّت الشوكولاتة بن�سها طوال ما مر من سنين لتمنحنا �وائد جمّة لعل أهمها أنها تساعد على تخ�يض ضغط الدم العالي، حيث إنها تحتوي على مواد تساعد الأوعية الدموية على التوسع والارتخاء؛ لذا �إن النظام الغذائي الغني بأنواع معينة من الشوكولاتة وخصوصاً السوداء أو الداكنة يعادل �ائدة الأسبرين عند المرضى المصابين بارت�اع ضغط الدم الشرياني، كما أن الكاكاو يعمل على منع أكسدة الكولسترول المضر مما يساعد على حماية الأوعية الدموية وتقليل الإصابة بأمراض القلب والسكتات، بالإضا�ة إلى أنها تحتوي على كمية كبيرة من مادة ال�لا�ينودات (مركبات كيميائية مضادة للأكسدة) تخلص الجسم من الجزيئات الحرة المسببة للسرطان.

وقد أثبتت الدراسات أن للشوكولاتة �وائدها على صحة ال�م والأسنان؛ حيث إنها تحتوي على مادة الثيوبرومين التي تعمل على وقاية الأسنان من التحلل من خلال قتل البكتيريا المسببة لتحلل الأسنان، هذا كله �ي ك�ّة واحتواؤها على مادة السيروتونين التي تعد أحد مضادات الاكتئاب الطبيعية �ي ك�ّة أخرى، كما أنها تح�ز إ�راز هرمون الإندرو�ين الذي يساعد على الشعور بالسعادة، وتؤثر على المناطق الموجودة �ي المخ الخاصة بتحريك المشاعر والإحساس بالرضا عن الذات، عليكم أن تحققوا هذا الرضا عن الذات وتخرجوه إلى حيّز الواقع يا عشاق الشوكولاتة، عليكم أن تريحوا ضمائركم بوق�ة حقيقية مع الجندي الأ�ريقي المجهول الذي يق� وراء إنتاج هذه القطعة الثمينة التي يتوجب عليكم حمايتها، احموه إذن، �هو الك�يل الحقيقي بحمايتها والذود عنها وعن مزاجكم الذي لن يصمد لدقائق عندما تخت�ي.

احموه وتذكروا أنه لو اخت�ت هذه المادة، سيقول أط�ال ما بعد عام 2030 إن العجائز / أنتم، كانوا يأكلون شيئاً بنياً يسمونه شوكولاتة، أو شيئاً من هذا القبيل، رأينا صوره على الإنترنت، �يالهم من مجانين ومقر�ين!