المحتوى الرئيسى

هل يَجب علينا الابتعاد عن أكل اللحوم الحمراء  7 أسئلة تشرح لك

يستهلك البشر حوالي 250 مليون طن من اللحوم سنويًا، وتزداد هذه الكمية بمقدار 5 ملايين طن لكل عام. فتعتبر الصين أكثر دول العالم استهلاكًا للحوم، يأتي بعدها كل من؛ الولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل، ثم ألمانيا، وروسيا، وفرنسا، واليابان، والمكسيك، والهند، وأخيرًا تأتي إيطاليا في المركز العاشر. حيث يأكل كل فرد حول العالم في المتوسط 40 كيلو جرامًا من اللحوم سنويًا، بينما في الدول العَشْر الأكثر استهلاكًا للحوم يأكل كل فرد في المتوسط 123 كيلوجرامًا سنويًا.

ولتلبية احتياجات البشر من اللحوم، لا بد من ذبح أعداد هائلة من البقر والأغنام والماعز، وغيرها من الحيوانات الأخرى. مما يثير غضب الجمعيات والمنظمات الحقوقية التي تدافع عن الحيوان، والتي تدعو بطبيعة الحال إلى تجنب أكل اللحوم والاعتماد على الخضراوات كبديل نظرًا لأضرار اللحوم الجسيمة على الصحة. لذلك سنتناول بعض الأسئلة للتعرف على أهمية تناول اللحوم، وكذلك مدى ضررها على الصحة، لنحكم في النهاية هل يجب علينا الابتعاد عن تناول اللحوم الحمراء أم لا.

1-     أولًا، ما أهمية تناول اللحوم الحمراء بالنسبة لصحة الفرد؟

تتمتع اللحوم الحمراء بقيمة غذائية عالية جدًا، حيث تحتوي على 3 مكونات رئيسية لازمة لصحة الفرد، هم البروتين الحيواني، والفيتامينات، والمعادن. فالبروتين عبارة عن سلاسل طويلة من الأحماض الأمينية المرتبطة ببعضها البعض. فالبروتين يُمثل وحدة بناء العديد من أنسجة الجسم. لذلك يعتبر عنصرًا هامًا جدًا للصحة العامة، فهو المكون الأساسي للإنزيمات، والأجسام المضادة التي يفرزها الجهاز المناعي، والتي تلعب دورها في الحفاظ على صحة الجسم ووقايته من العدوى بالأمراض المختلفة.

أما بالنسبة للمعادن، فتعتبر اللحوم الحمراء غنية بالحديد والزنك. فالحديد من المعادن الهامة لصحة الجسم، وذلك لأنه يساعد في تكوين هيموجلوبين الدم المسؤول عن نقل الأكسجين إلى أجزاء الجسم المختلفة. أما الزنك فيلعب دورًا مهمًا في تصنيع الخلايا إضافة إلى تنظيم عملية الأيض. كما تحتوي اللحوم أيضًا على العناصر المعدنية الأخرى كالبوتاسيوم، الفوسفور، الماغنيسيوم، والسيلينيوم الذي يعمل على تكسير الدهون والمركبات الكيمائية بداخل الجسم.

بالإضافة إلى البروتين والمعادن، تحتوي اللحوم على العديد من الفيتامينات الهامة لصحة الجسم؛ كفيتامين أ، وفيتامين ب، وكذلك فيتامين د. حيث تعمل الفيتامينات على تحسين صحة البشرة، وتقوية العظام والأسنان، ودعم الجهاز العصبي، وكذلك تحفيز الصحة العقلية.

2-     كيف يؤثر تناول اللحوم الحمراء على الجهاز المناعي؟

منذ عام 1950، وبعد اكتشاف المزارعين أن إضافة كميات ضئيلة من المضادات الحيوية إلى طعام الماشية يعمل على زيادة نموهم بحوالي 3%، استمروا في إضافتها إلى الغذاء، بل والعديد من المضادات الحيوية التي يستخدمها الإنسان بدأت تُقدم للحيوان لمقاومة العدوى والأمراض. مما جعل البكتريا الطبيعية المتواجدة بأجسام الماشية مقاومة للمضادات الحيوية التي يستخدمها الإنسان. لذلك فتناول لحوم هذه الحيوانات تُدخل إلى جسم الإنسان البكتريا المُقاومة للمضادات الحيوية والتي لا يستطيع جهاز المناعة التغلب عليها مما يسبب المرض.

أما خلال العام قبل الماضي، وفي دراسة جديدة من مدرسة الطب بجامعة واشنطن، اكتشف العلماء أن اللحوم الحمراء تحتوي على كميات عالية من حمض السَّياليك ” Neu5Gc” غير المتواجد في جسم الإنسان. وبالتالي عند تناول الإنسان اللحوم الحمراء والتي تحتوي على سكر الـ”Neu5Gc” يتفاعل الجسم معه، ويعمل على طرده بإفراز أجسام مضادة له، وبالرغم من ذلك لا يتأثر بها مما يسبب ضعف الجهاز المناعي، فيصبح الجسم أكثر قابلية للعدوى بالأمراض الانتهازية المختلفة.

3-     هل تناول اللحوم الحمراء يُزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان؟

في 25 أكتوبر من العام الماضي، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن اللحوم الحمراء كلحوم الأبقار والماعز والخنازير، تحتوي على مواد مُسببة للسرطان مثل سكر “Neu5Gc”، والذي يؤدي تراكم كميات كبيرة منه إلى توّرم الخلايا الجسدية، ومن ثم الإصابة بالسرطان. حيث أوضحت أن تناول أكثر من 100 جرام من اللحوم الحمراء يوميًا يزيد من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 17%.

كما أضافت منظمةُ الصحة العالمية اللحومَ المُصنعة كالبيرجر والسجق إلى مسببات السرطان مثل التدخين، والكحوليات. فتناول 50 جرامًا من اللحوم المصنعة يوميًا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، والقولون، والمستقيم بـ18%.  وبالتالي فإن تناول اللحوم الحمراء والمُصنعة، يرفع احتمالية الإصابة بالسرطان.

4-     هل تؤدي اللحوم الحمراء إلى الإصابة بالسكري؟

أثبتت الدراسات التي قام بها مجموعة من العلماء لأكثر من 20 عامًا، والتي تم إجراؤها على أكثر من 150 ألف فرد، أن زيادة استهلاك اللحوم الحمراء يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من الدرجة الثانية بحوالي 48%. ووفقًا لبعض الأبحاث الأخرى، فإن زيادة تناول اللحوم تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، وذلك بسبب سكر “Neu5Gc” المتواجد في اللحوم الحمراء.

حيث تؤدي الإصابة بمرض السكري إلى منع البنكرياس من إنتاج كميات كافية من الأنسولين، الذي يحتاجه الجسم ليتفاعل مع السكريات التي يحصل عليها، وإدخالها إلى مجرى الدم لمد العقل وجميع أجزاء الجسم بالطاقة اللازمة. لذلك يتم علاج المصابين بمرض السكري بالأنسولين عن طريق الحقن، وذلك لمد الجسم بكميات كافية من الأنسولين عوضًا عن الأنسولين الطبيعي.

5-     هل تناول اللحوم الحمراء يُؤدي إلى الإصابة بالزهايمر؟

494376913

وفقًا لدراسة بحثية من جامعة كاليفورنيا، فإن تناول المزيد من اللحوم الحمراء يؤدي إلى ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الزهايمر. وذلك لأن اللحوم الحمراء تحتوي على كميات كبيرة جدًا من عنصر الحديد. وتناول الكميات الكبيرة من اللحوم يؤدي إلى رفع مستويات الحديد بالجسم وخاصة المخ، حيث يؤدي تراكم الحديد بالمخ إلى تدمير الأنسجة الدهنية التي تحوي الألياف العصبية بداخلها، مما يؤدي إلى الاضطرابات العقلية وصعوبة التواصل، مما ينتج عنه الإصابة بمرض الزهايمر.

6-     هل يؤدي تناول اللحوم الحمراء إلى زيادة الهرمونات الضارة؟

في تجربة بحثية، أجريت على أكثر من 90 ألف امرأة، أثبتت أن المرأة التي تتناول أكثر من حصة ونصف من اللحوم الحمراء يوميًا، يتضاعف خطر إصابتها بسرطان الثدي عن التي تتناول 3 حصص أو أقل أسبوعيًا، وذلك بسبب زيادة تكون هرمونات ذات حساسية عالية تكون أكثر قابلية لاستقبال الإصابة بسرطان الثدي.

7-     هل يُمكن الاعتماد على الخضروات بديلًا للحوم؟

أثبتت الدراسات أن الأطعمة النباتية أكثر صحة من اللحوم الحمراء. وذلك لأنها خالية من الكوليسترول الذي يؤدي إلى أمراض القلب وتصلب الشرايين. كما أنها غير مُشبعة بالدهون والسعرات الحرارية، بل تحتوي على كميات كبيرة من الألياف، والكربوهيدرات المعقدة، بالإضافة إلى مضادات التأكسد المقاومة للسرطان.

وبما أن اللحوم الحمراء تحتوي على كميات كبيرة من البروتين، فيمكن الحصول على كميات كبيرة أيضًا من البروتين النباتي، والموجود في البقوليات؛ كالفول، والعدس، والمشروم، والبروكلي، والحبوب كالقمح. كما يُمكن الحصول على كميات الكالسيوم اللازمة للجسم، والمتواجدة في البرتقال والألبان. وكذلك الحصول على الأحماض الدهنية أوميجا-3، واللازمة للقلب والجلد والعقل، من الأسماك.

أما بالنسبة للفيتامينات الموجودة في اللحوم الحمراء، فيمكن الحصول عليها كذلك من الأطعمة النباتية؛ فيوجد فيتامين ب 12 في الحبوب، وفول الصويا، والأرز، والألبان، والعديد من الفواكه. وكذلك فيتامين د يُمكن الحصول عليه بالتعرض إلى الشمس يوميًا لمدة 15 أو 20 دقيقة في منتصف النهار.



لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : الاسره والصحة

المصدر : ÓÇÓÉ ÈæÓÊ

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا