المحتوى الرئيسى

فتيات يمارسن التنمر على الفتيات المسالمات

التنمر مصدر الصورة huffingtonpost.com

التنمر مصدر الصورة huffingtonpost.com

تجلس فتاة عمرها 11 سنة وحدها في الصف، كالعادة تحاول تجنب من هن أطول منها، أمرها غريب، تحاول حتى تجنب من يتحدث إليها، حتى تتقي شر الفتيات الأخريات على حد تعبيرها، فهي تتعرض للـ bullying التنمر كثيراً في المدرسة، في بادئ الأمر، تصف لي الفتاة بألم وتخاف حتى أن تذكر لي التفاصيل.

حاولت عدة مرات الاستفسار منها حول حياتها المدرسية، وصديقاتها ومعلماتها وكيف ترى المدرسة، هل تحبها، هل تكرهها؟ سألتها مرات ومرات، كانت دائماً تحاول تجنب الإجابة، إلى أن عادت يوماً من المدرسة، وانفجرت بكاءً، استغربت أمرها فهي من الفتيات المتفوقات في دراستها، وهي ذكية جداً، وجميلة، وفطنة وسريعة البديهة، وحتى إنني أتعامل معها كالفتيات الكبيرات لأنها تتصرف بالكثير من الأمور بطريقة ناضجة.

لم أتعرض يوماً للإهانة في المدرسة ولم أعاني في طفولتي من التنمر، فوجئت أن هناك فتيات يتعرضن للعديد من أشكال التنمر في المدرسة، اعتقدت أن الفتيات في هذا العمر يحاولن جاهدات تلقي المعرفة، وتكوين الصداقات التي سترافقهن عمراً طويلاً وسنوات عدة.

إلى ماذا تتعرض بعض الفتيات في المدرسة؟ تشرح لي الفتاة (ل.م) وبالطبع وعدتها ألا أنشر اسمها، فهي حتى تخاف من أن يستهزئ بها أقرباؤها لأنها تحدثت معي بصراحة حول الموضوع، بداية الأمر كان عن طريق الاستهزاء من طولها، فهي تعتبر قصيرة بالنسبة إلى أقرانها، وعندما حاولت الجلوس في أحد المقاعد الأمامية جاءتها أحد الفتيات اللواتي يمارسن التنمر على المسالمات من الفتيات ويحاولن اكتساب الصداقة عن طريق إظهار قوتهن للفتيات الأخريات، وبكل جرأة قالت لها الفتاة لا تجلسي هنا، فهذا المقعد محجوز لصديقة لي!

قالت لها (ل.م) ولكن أنا قصيرة ولا أستطيع الجلوس في المقاعد الخلفية، حتى أستطيع رؤية ما تكتبه المعلمات، قامت الفتاة الأخرى بدفشها ورمي كتبها عن المقعد، وقالت لها بصوت مرتفع «هذا المقعد محجوز»! وحتى لا تتفاقم المشكلة قامت (ل.م) بمغادرة المقعد إلى مقعد آخر، وفكرت أنه ربما تستطيع إخبار أحد المعلمات بالحادث، فهي لن ترد بطريقة تلك الفتاة، فتربيتها لن تسمح لها بفعل أمر غير مهذب كهذا.

وفعلاً ذهبت الفتاة بعد الحصة وأخبرت المعلمة أن تلك الفتاة منعتها من الجلوس في ذلك المقعد، وقالت إنه محجوز وشرحت للمعلمة أنها قصيرة ولا تستطيع رؤية ما تكتبه المعلمات على اللوح، «أريد حلاً من فضلك!؟» بكل برودة أعصاب قالت لها المعلمة: أنتن كبيرات الآن فلتحلي المشكلة وحدك!، اسودّت الحياة أمام (ل.م) واغرورقت عيناها بالدموع، وأخذت تفكر ما الحل؟؟

وقرّرت أن الحل هو تجنب كل الفتيات حتى لا تهان مجدداً، ومجدداً تعرضت لشكل من أشكال التنمر في صفها، أتت الفتاة نفسها، وأخذت تنعتها بالساذجة، والطفولية، فلقد سمعتها أحد الفتيات الأخريات وهي تشتكي للمعلمة عما حدث في الصف معها، أخذت المضايقات تزداد، وأصبحت بعض الفتيات تمارس عليها التنمر بشكل جماعي، فهن يعتدين على خصوصيتها، يأخذن أقلامها دون إذن، يكتبن على دفاترها.

التنمر مصدر الصورة dayofthegirlsummit.org

التنمر مصدر الصورة dayofthegirlsummit.org

والآن هي تخاف حتى الحديث عما يحصل معها مع أي من المعلمات أو حتى مع أي إنسان قريب منها، فهي بين أفراد العائلة تتمتع بشخصية قوية ولو عرفوا أنها تتصرف بهذه الطريقة في المدرسة سيضغطون عليها للمواجهة وهي تخاف من المواجهة، حتى إنها لا تحب تكوين الصداقات أو البدء في حديث مع أي كان، فهي دائماً تخاف من التنمر، تخاف أن تتعرض للاستهزاء من الفتيات الأخريات، لذلك تحاول تجنب الحديث أو المشاركة في إبداء الرأي.

ووصل الأمر إلى أن هؤلاء الفتيات يذهبن ويشتكين عليها للمعلمات أنها تضايقهم وتتعدى على خصوصيتهم! وينعتنها بصفات قبيحة باستمرار حتى يتم استفزازها وتغضب وتتعرض للعقاب من المعلمات، فهي إذا لم ترضخ لأن تكون منقادة خلف هؤلاء الفتيات ستتعرض دائماً للإهانة والأذى، على الرغم من تفوقها الدراسي عليهم.

بالطبع مثل هذه الفتيات يوجد الكثيرات، ممن يعانين من التنمر ، ولكن بالطبع هناك حلول لمثل هذه الحالات التي يتعرضن لها، ولكن كخطوة أولى يجب أن تظهر هؤلاء الفتيات بعض القوة أمام الفتيات اللواتي يمارسن التنمر، حتى لا يتمادين أكثر في التنمر على من هن أضعف منهن في المدرسة.

ولو استمر وضع الفتيات بهذه الطريقة، وصمتن عما يتعرضن له من التنمر فسيعانين من عقد نفسية ترافقهن مدى الحياة، ولن يكوِّنَ الصداقات وستضعف شخصيتهن يوماً بعد يوم!



لا تنسى تقييم الموضوع

القسم : الاسره والصحة

المصدر : ßÓÑÉ

قد يعجبك أيضاً

اضف تعليق

فكرة الموقع : "كله لك" هو شراكة بيننا و بينكم ..دورنا : انتقاء أفضل الموضوعات المنشورة و المتداولة علي المواقع ... دوركم : تقييم المحتوي للتأكيد علي أهميته أو إرشادنا لحذفه

لمعرفة المزيد عن الموقع اضغط هنا